المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
رسالة من خلال الضربات الجوية ضد أهداف إيرانية
هل سَتَشُنّ اسرائيل غارات جوية على المرافق الحيوية في لبنان، وهو لا يملك دفاعاً جوياً. كما ان حزب الله الذي سامح لعشرات المرات بل لمئات المرات، كان دائماً يُردد ان الرد سيأتي في المكان والزمان المناسبين. فبعد عدّة اغتيالات استهدفت القادة الإيرانيين والتي مرَتّ مرور الكرام، يبقى السؤال: ان كان اي عدوان حربي هل سيُقابل بقصف صاروخي ارض-ارض رداً على الغارات الإسرائيلية !
سياسة الإدارة الاميركية الجديدة تجاه طهران
وقد عبّر الرئيس الاميركي جو بايدن خلال حملته الرئاسية عن اعتزامه لاتباع سياسة خارجية أكثر تصالحية تجاه إيران على وجه الخصوص، ودعا بشكل لا لبس فيه إلى استئناف الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية. وفي هذا الصدد فإن تصرفات تل أبيب أحادية الجانب ضد المصالح الإيرانية في سوريا، قدّ تضر بخطط واشنطن للحد من التوترات مع طهران.
على هذا الصعيد، اعتبر محللون وخبراء عسكريون إن تل أبيب كثفت الضربات الجوية على سوريا، مستغلةً فراغاً سياسياً في الولايات المتحدة عشية تولي بايدن منصب الرئاسة.
وبينما غضتّ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الطرف عن مثل هذا العدوان، اعتقد المحللون، إن تغيير السلطة في الولايات المتحدة يمكن أن يحد بشكل ملحوظ من قيام إسرائيل بعمليات عسكرية ضد سوريا والجماعات المسلحة التابعة لإيران المتواجدة هناك.
ومن الواضح ان إسرائيل وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة من خلال استمرار الضربات الجوية ضد أهداف إيرانية في سوريا، اضافةً الى طلعاتها الحربية الوهمية فوق سماء لُبنان، مفادها أن تل أبيب ستتبع سياسة مناهضة لإيران وجماعاتها المسلحة، حتى لو كانت تتعارض مع مصالح إدارة جو بايدن.
من ناحية أخرى، يهدد مثل هذا السلوك الإسرائيلي بتفاقم العلاقات مع الولايات المتحدة، حليفها الرئيسي.
ففي المستقبل القريب، من المرجح أنه يحدد رد الفعل الاميركي على النهج العدائي الإسرائيلي تجاه إيران، ويبقى السؤال هل العلاقات بين طهران وتل أبيب وواشنطن ستتحسن أم أن التصعيد سيستمر؟!