خاص سكوبات عالمية | حربا الأغا
قُسِّمَ التاريخ حتى يومنا هذا إلى أربعة عصور، العصر القديم ثم المتوسط ثم الحديث، ثم عصرنا الحالي المعاصر، مرت هذه العصور تاركةً ثروةً من مختلف الجوانب العلمية والأدبية والثقافية والكثير.
في كل عصرٍ أو عقدٍ من الزمن يمر على البشرية، نعيش حالةً أو نوعًا من الثورة والاكتشافات التي تغيِّر مجرى البشرية وتلعب دورًا هامًا في مستقبلها، من أهم ما لعب دورًا في التاريخ البشري في العقود الأولى هي الثورة الزراعية التي حدثت في القرن التاسع عشر، والثورة الصناعية الأولى التي وقعت في أواخر القرن الثامن عشر مع اختراع المحرك البخاري الذي أدى إلى إنشاء المصانع وتطور الصناعة، وفي أواخر القرن التاسع عشر تميزت الثورة الصناعية الثانية بالإنتاج الضخم وكذلك الصناعات الجديدة مثل الصلب والثورة الثالثة التي حدثت في أواخر القرن العشرين والذي شهد اختراع الكمبيوتر والإنترنت، والآن نحن أمام الثورة الصناعية الرابعة والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ودمجه مع البشر وكل ذلك يظهر من خلال الطرق الحديثة في الدفع وحجز التذاكر وطلب الطعام.
إنه ذكاءٌ أكثر تقدماً مما قد يظن البشر؛ فقد كان لذلك الذكاء الاصطناعي البداية مع مواقع التواصل الاجتماعي ودخولها إلى العقول البشرية وما تحمله من آثار إيجابيةٍ وسلبيةٍ، وكان لذلك دورٌ أيضاً من خلال الروبوت والآلة وحلول الآلة مكان البشر، فكُلُّنا نسمع بأن دولةً ما تعتمد على الآلة، وقد سبق وأن بدأت الآلة بحل مكان البشر، حيث تتوقع شركة أمازون في العشر سنوات القادمة ألَّا تحتاج لأي أَيْدٍ بشرية للعمل.
منذ فترةٍ منصرمة، تم توظيف أول محامي روبوت في العالم وهو المحامي روس، ويعمل كمحامٍ لقضايا الإفلاس، اليوم الكثير من المطاعم والشركات تعتمد على الروبوت في تسيير الخدمة للعملاء، وفي ظل جائحة كورونا التي جائت كسببٍ غير مباشرٍ للتحول العلمي والتكنولوجي والصناعي الكبير الذي سوف يقلب موازين القوى في العالم ويغيِّر مجرى البشرية، حيث أنه في أغسطس 2020 قدَّم رجل الأعمال أيلون ماسك شريحةً تعمل بأدمغتنا مُوَصَّلَة بأسلاك صغيرة من الممكن التحكم بأي شيء من الأطراف الصناعية إلى ألعاب الكمبيوتر والتي أخد الرخصة على إنشائها وإنتاجها، سوف تصبح بشريًّا بعقل آليٍّ حيث تستطيع هذه الشريحة أن تتحكم بك، وتستطيع أن تعطيك معطياتٍ عن صحتك وتحذرك من حدوث أزمةٍ قلبيةٍ أو غير ذلك، ويقول رجل الأعمال أنه أشبَه بهاتفٍ نقالٍ داخل عقلك، إنه نوعٌ من السايبورغ (إنسان الآلة) وهو تداخل التكنولوجيا مع الأحياء.
في القُطر الآخر من الكرة الأرضية حيث الصين مسقط رأس كورونا، يقول كايفو مؤلف كتاب القوى العظمى للذكاء الاصطناعي أن الصين ستكون القوى العظمى للذكاء الاصطناعي، حيث أن الصين بدأت بالتعامل مع العملة الإلكترونية، وتعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، ويزيد القول بأن الروبوتات تحل محل وظائف البشر حيث أنها تعمل طوال الأسبوع وتعمل على المدى الطويل وبأقل تكلفة، وأضاف أنه في العشر سنواتٍ القادمة سوف تشهد حالةً من البطالة المرتفعة وحلول الآلة مكان البشر وسوف يحل الذكاء الاصطناعي مكان الذكاء البشري، مقارنةً مع الثورات الثلاث الأولى سوف ترتفع نسب البطالة وستنخفض نسب الوظائف بشكل أسرع وأكمل مقارنة مع وظائف جديدة يتم إنشاءها.
قامت الحكومة البريطانية بنشر فيديو تحت عنوان “إعادة التشكيل العظيم”، ويحتوي الفيديو على مشاهدٍ من الأحداث التي عايشناها في عام 2020 من كورونا وتعقيم وحجرٍ وحرائق ودمارٍ ومن ثورات واحتجاجات، وقالت بأن الغرض من هذا الفيديو هو الإيحاء بأن كل شيء بحاجة إلى التغيير بِدءًا من الاقتصاد إلى الثقافة، وينتهي الفيديو بعرض صورٍ للتكنولوجيا الرقمية والخلايا البيولوجية والسكان والنقد وتغيُّر المناخ وحركة المرور، تم نشر الفيديو قبل ست أشهر من الحصول على لقاح كورونا فايزر.
نحن الآن في المرحلة الأولى من أزمة عالمية، وهذا سوف يغير المجتمع إلى الأبد، ونحن الآن في قلب أزمة مالية أكبر من أزمة 2007 و2008 وأكبر من أزمة الحرب العالمية الثانية، وتنظر الحكومات إلى هذا الوضع أنه فرصة مناسبة لإعادة التشكيل.
