منذ سنوات لم يعد رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط رأس حربة لأي فريق سياسي في لبنان. فقد اعلن مراراً انه بات غير راغب في خوض معارك سياسية كبرى، خصوصا مع “حزب الله”.
لكن التصريحات الاخيرة لجنبلاط والتي اخذت طابعا عنيفاً وحساساً بالهجوم على سوريا واتهامها بالمسؤولية عن قضايا اساسية خطيرة، وفتح باب الاشتباك الاعلامي مع “حزب الله” اتاح الحديث داخل الاوساط السياسية عن عودة جنبلاط القديم.
فهل عاد جنبلاط للمواجهة، وليكون رأس حربة الفريق السياسي المعادي للحزب؟ خصوصا انه منذ ابتعاده عن هذا الدور تراجعت فاعلية قوى ١٤ آذار لاسباب مختلفة!
مصادر مطلعة تنفي بشكل قاطع ان يكون جنبلاط في موقع المواجهة مع احد، لا مع “حزب الله” ولا مع غيره، اذ انه مرتاح في مكانه الحالي وهو مصر على استمرار التنسيق والتواصل مع قيادة الحزب.
واشارت المصادر الى ان جنبلاط ليس رأس حربة لأحد، بل هو يقول موقفه الذي يقتنع به من دون ان يكون لهذا الموقف اي تبعات سياسية ليس في واردها.
وتلفت المصادر الى ان ربط تصريحات جنبلاط برغبته بتحسين علاقته بالسعودية والامارات غير منطقي، لان الرجل على علاقة جيدة بهما، وهو يتحدث بمثل هذه المواقف منذ زمن من دون ان تؤدي الى انفجار العلاقة بحارة حريك، فلماذا الاضاءة عليها اليوم؟
وتؤكد المصادر ان التواصل استمر مع الحزب وبعد الاطلالة الاخيرة له حصل تواصل روتيني بين الفريقين من دون ان يكون هناك اي اشكال غير طبيعي او مفاجئ…
اما في ما يخص علاقة جنبلاط بالعهد، فتقول المصادر ان موقف جنبلاط معروف وتوجهاته معروفة، لكنه ايضا لن يكون رأس حربة في هذه المعركة ولن يذهب لاسقاط رئيس جمهورية مسيحي في حال لم ترفع المؤسسة الدينية والقوى السياسية المسيحية الاخرى الغطاء عنه.