أظهر استطلاع “رويترز تانكان” استقرار ثقة المصنعين اليابانيين في كانون الثاني (يناير) ليصبحوا أقل تشاؤما خلال أكثر من عام حيال تداعيات كوفيد – 19، لكن شركات الخدمات ازدادت تشاؤما بالتزامن مع بدء إغلاقات جديدة تشمل أغلبية سكان البلاد.
بلغت درجة التشاؤم في أوساط المصنعين في ثالث أكبر اقتصاد في العالم أدنى مستوياتها منذ تموز (يوليو) 2019، لكن التوقعات، خاصة لقطاع الخدمات، ترزح تحت ظلال حالة طوارئ بسبب الجائحة تشمل طوكيو وعددا من المدن الأخرى حتى السابع من شباط (فبراير).
جاء تحسن ثقة المصنعين بفضل رؤى متفائلة في قطاعات الكيماويات والمنتجات المعدنية والآلات الكهربائية، بحسب الاستطلاع الشهري الذي تجريه “رويترز”، الذي يقتفي أثر مسح تانكان ربع السنوي الذي يجريه بنك اليابان المركزي.
وكتب مدير في شركة لصناعة الآلات الكهربائية شارك في المسح الذي يشمل 482 شركة غير مالية ما بين كبيرة ومتوسطة “سوق السيارات تتعافى سريعا، ولا سيما في الصين، والطلب على المكونات الكهربائية ينمو”. وأجاب 253 مشاركا عن أسئلة الاستطلاع، دون ذكر أسمائهم.
وارتفع مؤشر “رويترز تانكان” لثقة المصنعين إلى سالب 1 من سالب 9 في الشهر السابق، بينما انخفض مؤشر قطاع الخدمات إلى سالب 11 من سالب 4 في كانون الأول (ديسمبر)، وفقا لنتائج المسح الذي أجري بين 24 كانون الأول (ديسمبر) و13 كانون الثاني (يناير).
تعني أي قراءة سلبية أن عدد المتشائمين يفوق عدد المتفائلين.
نما اقتصاد اليابان 22.9 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، منتعشا من انكماش بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) هو الأسوأ لحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ عصفت الجائحة بالنشاط الاقتصادي.
وتعهدت الحكومة بإنفاق ثلاثة تريليونات دولار لتدعيم الاقتصاد. وفي الشهر الحالي، أعلن يوشيهيدي سوجا رئيس الوزراء حالة طوارئ ثانية، أصبحت تشمل طوكيو وأوساكا وكيوتو ومناطق أخرى يقطنها 55 في المائة من سكان اليابان.
وتعهد يوشيهيدي سوجا رئيس الوزراء الياباني في خطاب أمام البرلمان أمس بالتغلب على الموجة الأحدث من تفشي فيروس كورونا، ووضع خططا بيئية ورقمية قال “إنها ستدعم الاقتصاد”.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أن سوجا، الذي شهد انخفاض شعبيته بسبب تعامله مع الوباء مع ارتفاع عدد حالات الإصابة، قال “إن حكومته ستصدر قانونا يضيف عقوبات وحوافز إلى قانون إدارة الشؤون المتعلقة بالفيروس”.
وقال رئيس الوزراء، الذي تولى منصبه في أيلول (سبتمبر)، “إن خططه للتحولات الخضراء والرقمية ستكون مصادر جديدة للنمو، وإن الحكومة ستدعم الشركات التي تتوصل إلى تقنيات متطورة مثل الخلايا الشمسية من الجيل التالي وبطاريات التخزين وإعادة تدوير الكربون”.
وبحسب “الألمانية”، أضاف سوجا أن “اليابان ستوسع استخدام الهيدروجين وطاقة الرياح البحرية، وستدخل تسعير الكربون وزراعة الغابات من أجل تحقيق هدف تحييد الكربون بحلول عام 2050”.
وقال “إنه من المتوقع أن تحقق استراتيجية النمو الأخضر في البلاد دفعة اقتصادية سنوية قدرها 190 تريليون ين “1.8 تريليون دولار” بحلول الوقت الذي يتحقق فيه الهدف”.
وخسرت حكومة سوجا ست نقاط من شعبيتها منذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة “يوميوري” في نهاية الأسبوع الماضي. ووفق الاستطلاع كانت 39 في المائة من الآراء إيجابية مقابل 49 في المائة منها سلبية.
في بداية حكمها، كانت الحكومة تحظى بدعم 74 في المائة من الشعب.
وبحسب “الفرنسية”، تأخر سوجا – الذي كان حريصا على الحد من تأثير الوباء في الاقتصاد – في تعليق نظام دعم للسياحة الوطنية يشجع الشعب على السفر داخل البلاد من خلال إعانات حكومية.
وفي وقت لا ينص فيه القانون الياباني على فرض عقوبات في حال عدم احترام توصيات السلطات حتى في ظل حال الطوارئ، كرر سوجا أمس نيته تعديل القانون للسماح بمعاقبة الشركات المخالفة.
وبحسب وسائل إعلام، فإن الحكومة تعتزم أيضا فرض غرامات وحتى عقوبات بالسجن على الأشخاص الذين يرفضون الدخول إلى المستشفى أو المشاركة في التعقب في حال تبين أنهم مصابون بكوفيد – 19.
وكانت اليابان حتى الآن، بمنأى نسبيا عن الوباء مقارنة بدول أخرى، مع نحو 4500 وفاة من أصل 328.300 إصابة مسجلة رسميا منذ عام.
وطلبت البلاد عددا كافيا من جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، لسكانها البالغ عددهم 125.7 مليون نسمة، لكن حملة التطعيم لن تبدأ قبل أواخر شباط (فبراير)، إذ إن السلطات الصحية اليابانية لم تعط بعد موافقتها لأي من اللقاحات المتاحة.
وتتزايد الشكوك حول احتمال أن تنظم في الصيف المقبل الألعاب الأولمبية في طوكيو التي أرجئت العام الماضي بسبب أزمة الوباء. إلا أن سوجا جدد التأكيد أمس على أن اليابان مصممة على إقامة أولمبياد طوكيو 2020 لتكون “دليلا على انتصار البشرية على الفيروس”.