العالم لا ينتظر “جبناء” لبنان، الذين لا يفتحون باب السّجن، ولا يُخرِجون البلد الى النّور، رغم أن المفاتيح باتت عملياً في أيديهم.
فالساعات الـ 48 الماضية شهدت الكثير من المستجدات التي تُظهِر أن لا مستقبل للتعويل على أنه يُمكن لإيران أن “تفتك” بالشرق الأوسط وفق مزاجها، بعد خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من “البيت الأبيض”، أهمّها:
*تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام نظيره السعودي فيصل بن فرحان في موسكو، أن روسيا تتفهّم مخاوف السعودية من إيران، وأنها طرحت مبادرة من شأنها تخفيف التوتّر بين الجانبَيْن، لافتاً الى أن “التدخّل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة، وفرض نماذج إيديولوجية عليها من الخارج، هو أمر غير مقبول”.
*إعلان “البنتاغون” نقل إسرائيل من مسؤولية القيادة الأوروبية، إلى منطقة القيادة المركزية التي تشمل الشرق الأوسط وأفغانستان وآسيا الوسطى، وهي خطوة لا تنحصر بتوحيد جهود مواجهة إيران فقط، بل تؤكّد موافقة “دول التطبيع” على تبادُل إستخباراتي مع إسرائيل، مستقبلاً.
*إدراج الإتحاد الأوروبي، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على قائمة العقوبات التي تستهدف النّظام السوري.
*تأكيد سفير مصر في واشنطن، معتزّ زهران، أن “الإتفاق النووي” مع إيران لم يَكُن فعّالاً نظراً الى أنها استمرّت في زيادة برنامجها النووي، معبّراً عن أن القاهرة ترى أن الملف النووي ليس هو وحده المشكلة، بل أيضاً مساعي طهران لتدمير الأصول المملوكة للدول العربية في المنطقة.
*تبادُل رسائل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتركي رجب طيب أردوغان، حول استئناف الحوار لتخطّي التوتّر الشديد، وذلك قبل محادثة هاتفية قريباً، أو لقاء عبر الفيديو، قبل لقاء مُحتَمَل وجهاً لوجه، بحسب ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
فهل تنسحب عبارة “عزيزي طيّب” بالتركية، التي استهلّ بها ماكرون رسالته الجوابية لأردوغان، على ملفات العالم، ولبنان من بينها؟
وضع سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة تصريح لافروف أمام نظيره السعودي “ضمن إطار الكلام الديبلوماسي. فـ “أجندة” بايدن مع إيران باتت معروفة، ولا تتأثّر بمواقف روسيا أو غيرها من الدول”.
وذكّر في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” بأن “الإتفاق مع إيران مسألة تحتاج الى وقت طويل. فالمفاوضات القديمة حول الإتفاق الأول استغرقت سنوات، وبدأت سرية، قبل توقيع “الإتّفاق النووي” قبل نحو عام من نهاية ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما”.
ورأى طبارة أن “القرار الأميركي حول نقل إسرائيل إلى منطقة القيادة المركزية التي تشمل الشرق الأوسط هو قرار إداري، وخطوة جديدة لترامب قبل رحيله، تمكّنه من إكمال تثبيت إتّفاقيات التطبيع العربي – الإسرائيلي، و(تمكّنه) من القول إنه نجح في تحقيق السلام. فإتفاقيات التطبيع هي إنجازه الوحيد في الشرق الأوسط”.
ودعا الى “الانتظار بعض الوقت قبل الحُكم على العقوبات الأوروبية على المقداد. فهي مُلفِتَة بالفعل من حيث التوقيت المترافق مع الإنشغال الأميركي بأحداث الدّاخل. وقد تعبّر عن توجّه بعيد وعميق، ليس واضحاً بَعْد حتى الساعة”.
وحول تواصُل ماكرون وأردوغان، وضعه طبارة في سياق “المدّ والجَزْر، وشدّ الحبال الأوروبي – التركي، إذ إن ما هو ثابت حتى الساعة هو أنه لا يُمكن لأوروبا أن تتقبّل تركيا ضمن الإتحاد الأوروبي، رغم الرغبة التركية بدخوله، إذ لا يُمكن للأوروبيين أن يستوعبوا كتلة ديموغرافية تركية إسلامية، دفعة واحدة”.
وأوضح:”عندما دخل اللّاجئون الى أوروبا في عام 2015، عَلَت الأصوات الأوروبية التي تحتجّ على “أسْلَمَة” القارّة. وبالتالي، لا قبول أوروبياً بتغيير الميزان الديموغرافي الأوروبي، وبافتعال خضّة إجتماعية في أوروبا، من قِبَل أردوغان، الذي اتّخذ خطوات بعيدة من العلمَنَة أيضاً”.
وقال:”التلاقي الفرنسي – التركي يصبّ في إطار ترك باب المفاوضات مفتوحاً، إذ لا مصلحة لدى الطرفَيْن بحصول خلاف نهائي”.
ولفت طبارة الى أن “لو كان لبنان مُحاصَراً بالكامل، لما كان بادر ماكرون قبل أشهر مُحاوِلاً إنقاذه، ولما كانت واشنطن مستمرّة بتقديم مساعداتها الى الجيش اللبناني، والى اللبنانيين على الصّعيد الإنساني”.
المصدر: أخبار اليوم