من ورطة التثبيت إلى مأزق التحرير، قصة الليرة تُكتب فصولاً، واللبنانيون على موعد مع فصل جديد في شباط 2021.
إحدى علامات فك ارتباط الليرة بالدولار بدأت مع تعميم مصرف لبنان الذي حمل رقم 13221 في 3/4/2020. وبعد أقلّ من سنة أعلنها صراحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مقابلة مع “فرانس ٢٤”: “نتجه إلى سعر صرف مُعوّم يُحدده السوق”.
كلام سلامة يُعيد إلى الأذهان ما حصل بين أعوام 1988 و1992 من انهيار لليرة، وإغراق السوق بها، ومضاربة السوق السوداء، إلى اسقاط حكومة عمر كرامي التي ترتب بعدها ازدياد بنسب التضخم، تراجع القدرة الشرائية، ارتفاع كلفة الاستيراد، وانعدام للأمن الإجتماعي…
وقريباً جداً سنعيش هذا السيناريو ما لم نعش سيناريو أكثر دراماتيكية يكون بمثابة الطلقة الأخيرة على جثة نهشها أعضاؤها قبل أن يتم التنافس عليها وتقاسمها في أسواق الدول الطامعة.
أيام “خلّي الليرة ترجع تحكي” ولّت. ولو أتى يوم حَكَت فيه الليرة لقالت: “كنتم تعلمون وصمتم، ثمّ غسلتم أيديكم من آثامكم”. لحَكت عن خطاياكم التي ارتقت إلى مستوى الخطيئة العظمى بحق شعب ما ذنبه إلاّ أنه يعيش في هذا الزمن الرديء. لحَكَت أنّكم أفلستم الدولة ونهبتم الشعب وأنتم تُدمنون الفشل وتسكرون على وعود رنانة وانجازات وهمية.
لحَكَت أنّكم حنيّتم إلى أيام “شراء” الأشخاص والأصوات بالأموال، والخدمات، وجديد الشراء “الحصص الغذائية”. فإفقار شعب هو أسهل طريقة لإعادة “ضبطه وتسييره” بعد ثورة هزّت كراسي السلطة.
وإذا أرادت الليرة وضع إفقار الشعب على حدى، لوصّفت حال إفقار العقول وهجرة الأدمغة، وقالت: “لا أموال للتعليم لا في الداخل ولا في الخارج” واستطردت موضحة: “كلّما تعلّم الفرد تَمَكَّن وتوسعت آفاقه وثقافته واكتسب قدرة على التفكير والنقد البنّاء والمحاسبة”. ولَكُنا سمعنا قهقهتها لحظة تذكرت مقولة مالكوم إكس: “التعليم جواز سفر إلى المستقبل”.
لو حَكت الليرة لقالت لـ”شعب لبنان العظيم”: “المستقبل هو ملك الشعوب التي تتحضر له اليوم”.
المصدر: mtv