المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
كارثة تحمل الكثير من التحولات ربما لا تظهر قبل أعوام مقبلة
مع بدايات ظهور فيروس كورونا، جاهدت الحكومة اللبنانية مع اللجنة الطبية بكل السبل لتجاوز كارثة الإغلاق الكلي، ونظمت الحملات الإعلامية المكثفة لتوعية المواطنين وتحذيرهم بكل السبل، وحثهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بالفيروس ورغم كل ذلك، اضطرت لاتخاذ القرار الصعب والقاسي بفرض الإغلاق التام ، واعلان حالة الطوارىء الصحية لمحاولة السيطرة على تفشى الفيروس وتقليل الإصابات لحماية المواطنين.
لكن الرهان على وعي المواطنين، كان دعاة للسخرية!
أن يتم إجبارك على الالتزام بأمر هو فى الأساس لحمايتك، وبعد ذلك، ومع وقوع الفأس على الرأس وحدوث الإصابة، تسمع الصراخ والاستغاثة والاستنكار والاستنجاد لتوفير سرير رعاية لعزلك وعلاجك.
فالكثير تعامل باستخفاف شديد من اليوم الأول، متجاهلاً الشروط التي فرضتها لجنة كورونا الصحية، التى تمثل أدناها، عدم التنقل عبر الطرقات، والبقاء في المنزل، الا عند الضرورة القصوى، مع تجاهل تعليمات القوى الأمنية، ما اضطر عناصرها لتسطير غرامات فورية على مخالفي قرار التعبئة العامة.
وفي الوقت الراهن، يُعتبر الجلوس في المنزل حلّاً وخياراً لا مفر منه، مع الواقع الاستشفائي السيء في البلاد، من نقص تام للادوية في الصيدليات، واكتظاظ مرضى الكورونا في المستسفيات، وخاصة اقسام “العناية الفائقة”، التي فاقت طاقاتها الاستيعابية.
ايضاً من سلبياتها، ان المواطن اللبناني بات مستسلماً للسوشيل ميديا وأخبار الوفيات، واعداد الإصابات المتزايدة التى تدور على صفحاتها ليلاً نهاراً، ما سيدفعه إلى المزيد من الخوف ويحد من قدرته على التجاوز والاستمرار.
فنحن لا نحتاج إلى المزيد من الفزع، بقدر ما نحتاج إلى الكثير من الثقة والوعي والقدرة على المواجهة، فهذه الحرب لن ينجح فيها سوى “المواجهون”، بينما من يجلس في منزله، ربما يصله الفيروس في أي وقت حيث كان.
كل هذا يجعل كوفيد19 أكبر من مجرد فيروس أو خطر يتعلق بالصحة والطب، حتى أكبر من الدولة، لكنه يتجاوز ذلك ويبدو كارثة تحمل داخلها الكثير من التحولات، والتي ربما لا تظهر قبل أعوام مقبلة.