المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
لا يلوح في الأفق ما يشي بإمكان توفير مخرج ملائِم للفراغ الذي دخلَت البلاد فيه، فالمطلوب من الرئيس المكلف سعد الحريري ارضاء حلفائه السابقين في التسوية الرئاسية، والاعتذار منهم !
انّ اجتماع الحريري مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سيكون “بارقة أمل” باعتبار أنه قد يكون مفتاحاً وحيداً للحلول، والسعي اليه اليوم امر معقدٌ جداً، بعد الاشتباكات الاعلامية بين الطرفين وآخرها الفيديو المسرب للرئيس ميشال عون الذي نعَتَ فيه الحريري بـ “الكاذب”، ما زاد الامر سوءاً بين الجهات المعنية لتأليف الحكومة، بعدما طال انتظارها الى مراحل متقدمة في مرض “الازمة اللبنانبة”، حتى المبادرات الخارجية سحبت يدها بعد سماع “الفولكلور” لدى السياسيين اللبنانيين!
واللافت للانتباه في هذا السياق هو أنّ الطاقم السياسي متأزم، ولا أحد من السياسيين يملك الجواب، كما لا يملك خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة. وانّ المعطيات التي تجمّعت من مواقف أطراف الازمة الراهنة، تؤشّر الى أنّ المشهد الداخلي يتقلّب بين مجموعة “مستحيلات”، ما يعني أنّ ولادة الحكومة هي أمام مأزق عميق.
ماذا لو اعتذر الحريري لاعادة انتاج حكومة اللون الواحد، لربما سيسعى اليها “التيار الوطني الحر وحزب الله”، عن طريق احراج الاخير، على اثر الزيارات المكوكية التي قام بها الرئيس المكلف، والتي شكلتّ نقطة استفزازية لهؤلاء . حكومة من دون الحريري وحلفائه في 14 آذار، وكذلك من دون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
فحكومة كهذه هي حكومة مواجهة، هل هي في وارد الذهاب الى هكذا خيار؟، لأنه قد يُدخِل البلد في انقسامات لا حدود لها، تُلقي بدورها شرارات إضافية على الوضع الاقتصادي والمالي الخطير، ناهيك عن الوضع السياسي المتأزّم طائفياً وشارعياً.
ففي حال اعتذر الحريري، فالمشاورات السياسية ستعود لتنطلق من نقطة “الصفر”… للتفتيش عن رئيس “انتحاري” في بلد يغرق على كافة الاصعدة.