محمد ناصرالدين | سكوبات عالمية
جارَيْ التاريخ و اللغة و النسب، من جَمَعَتهم سُنُونَ سلامٍ في حلوها و مُرِّها … فرقتهم أزمة عصفت بالاخوية الخليجية منذ يونيو/حزبران ٢٠١٧ … فحُوصِرَت قطر بقنواتها و اجوائها و تجارتها في أزمة تاريخية على مستوى العلاقات الخليجية-الخليجية، اتُهِمَ آل ثاني برعاية الإرهاب و تغذيته لكن شروط المملكة و راعيها ترامب كشفت كواليس خلافٍ ، لا علاقة له بالارهاب حتى و ان وُجد . شروط التَنَصُّل من طهران و أنقرة رَفَضَهَا الطَمُوح القطري فطُرِدَ منبوذاً من حضن شبه الجزيرة العربية .
رؤية العالمية التي انطلقت من قطر بغازها و مجموعتها الاعلامية الضخمة ، افتقرت للدعم الخليجي من مجلس أُسِسَ للتعاون فكان مجلس التخابط بامتياز. هشاشة المجلس فضحتها الصراعات الإقليمية في المنطقة ، التي جعلت من حائط مجلس التعاون الخليجي متصدعاً ، يُنذر بالفُتات فوق رؤوس مؤسسيه.
حصار قطر و إطلاق العنان للإمارات؟
ادرك الأخوة القطريين و الإماراتيين ان هناك طريقين للعالمية لا ثالث لهما ، الأول و الأسهل بوابته التطبيع و الثاني الأصعب مفتاحه احتضان الخصوم و الأصدقاء الاقلييمين!
اختارت الإمارات الطريق المُضاء بتسهيلات ترامب و إدارته و تسللت قطر للطريق الثاني المُوحل، ربما تجنباً للاصطدام مع الفلسطينين و قضيتهم العادلة .
أحضان أردوغان و روحاني كانت حارة لآل تاني كيف لا و ثغرة مجلس التعاون هي فرصة ذهبية للاقتصاص من هفوات بن سلمان المتهور !
الحُلُم في خطر…
ما حلم به العرب عموماُ و القطريين خصوصاً من استضافةٍ تاريخية لكأس الذهب ، كانوا قاب قوسين او أدنى من دفن حلمهم بأيديهم بمناكفاتٍ لا تليق بجيران الشهامة و الكرم …
في كواليس الحل…
ربما كانت الكويت الوحيدة التي تحمل الود لآل ثاني،. كيف لا و التاريخ يشهد علي المسافة المتقاربة لآل صباح من الخصوم قبل الأصدقاء . وِدُ الكويت لجاراتها كانت المفتاح ، ربما الوحيد ، لفتح أبواب التلاقي السعودية-القطرية.
دافعان حصريان لصلح الثلاثاء و قمة العُلا ، فالبعض يرى ان كوشنير، كبير مستشاري ترامب، جاء بتأشيرة لإعادة المياه الخليجية لمجاريها … و البعض الآخر، الذي اعتاد على محمد بن سلمان و أطباعه الاحترازية ، فرأى في هذه الخطوة هي حماية لمصالح السعودية و مَلِكِها الصغير بعد أن كُبِتَ جنون ترامب و استعد للرحيل شبه مطروداً من البيت الأبيض.