المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
ترى اسرائيل ان عليها إعادة تقويم توازن القوى وتفرض حالها مجدداً كمهيمنة على المنطقة بعد خسارتها للرئيس “ترامب”، الذي قدم لها الكثير وآخرها ملف ” التطبيع”.
وبالتوازي مع مجيء “جو بايدن” إلى الرئاسة الاميركية، وغياب ملامح المرحلة المقبلة، بخصوص المفاوضات مع ايران.
فما يهم اسرائيل، من كل هذا ان هناك قوة ايرانية على الحدود الشمالية، تشكل هاجساً كبيراً لها.
وعلى صعيد متصل، لم تهدأ الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق كافة الاراضي اللبنانية، منذ حوالي الاسبوعين ولغاية الساعة، منفذة غارات وهمية عدوانية، بعدما أدَّت الغارات الجوية الإسرائيلية سابقاً إلى مقتل العديد من اللبنانيين خلال الحروب الماضية، كما أن معظم الغارات التي شنتها داخل سوريا كانت تستهدف منع عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان.
وشنت “إسرائيل” حربين على لبنان خلال العقود الأربعة الماضية، واحتلت قواتها جنوبي لبنان لمدة 22 عاماً حتى عام 2000، عندما أُجبرت على الانسحاب تحت ضغط هجمات حزب الله، قبل أن تندلع المواجهة الكبرى عام 2006 والتي لم تكن حاسمة، حيث أثبت الحزب بعدها أنه لاعب سياسي وعسكري رئيسي في لبنان.
ان حجم السيطرة الأمنية لحزب الله على لبنان، وموازين القوة الواضحة التى تميل إلى مصلحته، مقابل الأجهزة الأمنية الأُخرى، والتي لا تتلاءم مع التمثيل السياسي له في الحكومة اللبنانية. ومع أن هذا صحيح من زاوية السلطة، ومكانة حزب الله فى التمثيل الرسمي في الحكومة اللبنانية، إلا إن قوته تعززت بصورة كبيرة فى السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يدرك حزب الله جيداً الثمن المرتبط بمسؤولية السيطرة وضررها في دولة لديها تاريخ من الحروب الأهلية وتركيبة ديموغرافية مذهبية معقدة جداً.
فبعد عرقلة الرئيس المكلف سعد الحريري، لن يحدث تغيير في فكر السيد نصر الله، وحتى قبل الاستقالة، مع الاحداث الأخيرة والكثيرة من هجوم المسيرات والتصعيد الذى نشب بعده.
يبقى السؤال هل سيتطور كعامل تصعيد أو كعامل كبح؟
كل هذا عرضة لتأويلات مختلفة، لكن الأكيد الآن أن عامل عدم الاستقرار فى لبنان له وزنه أيضاً.
فإسرائيل تتحول إلى لاعب فاعل في الاضطرابات في لبنان ستكون انعكاساتها أمنية وخطرة.
وربما الاضطرابات الداخلية في الدولة اللبنانية، سيستغلها العدو الإسرائيلي. حتى الآن ليس هذا هو السيناريو المعقول، فأي تهور، او اي عملية يقوم بها حزب الله في هذه الظروف الصعبة والمعقدة سيكون لديه الكثير ليخسره.
فالثمن الذي يمكن أن يدفعه فى مثل هذه الحالة، داخلياً في لبنان وفي مواجهة إسرائيل، مع غياب تام للاستقرار السياسي، الى جانب الازمة المعيشية المستفحلة التي تضرب البلاد، سيكون باهظاً جداً.