في موازاة التطورات في الولايات المتحدة الاميركية التي قيدت الرئيس دونالد ترامب ومنعته من الذهاب الى أي مغامرة او تصعيد خارج اميركا خلال المدة المتبقية له في البيت الابيض، جاء خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ليظهر ملامح استراتيجية الحزب الجديدة داخل الساحة اللبنانية.
في الشكل اظهر نصرالله ارتياحه بشكل علني، موحيا بأنه بات اكثر قدرة على المناورة وقادر على تجاوز العقبات التي وضعت امام حزبه في الاشهر الاخيرة، ان كان على المستوى الامني او السياسي وحتى الاقتصادي (الذي اجل الحديث عنه لضيق الوقت).
للمرة الاولى يلمح نصرالله إلى إمكانية ان يكون هناك عمل ارهابي او اعتداء خارجي في انفجار المرفأ، اذ طالب الجيش والاجهزة الامنية بنشر التحقيقات وطالب القضاء بعدم حصر الموضوع بالتقصير الاداري. اهمية حديث نصرالله تأتي ضمن سياق توعده بالرد، أي أنه تحرر من مسألة التوقيت الاسرائيلي للتصعيد العسكري.
بمعنى آخر، يبدو أن نصرالله اراد القول إن الحزب بات اكثر جهوزية وتحفزاً للتصعيد مع اسرائيل. فمع رحيل ترامب يمكن القول إن رغبة اسرائيل في التصعيد ضمن توقيت معين انتهت، واستعاد الحزب زمام المبادرة.
في قضية المرفأ ايضا عاد نصرالله ليدافع بشكل صريح عن حلفائه بعد انكفاء دام لاشهر، تحدث عن استهدافهم وان الحزب لن يقبل بإختفاء الحقيقة.
كما استعاد نصرالله لغة القوة، اذ لوح بإستخدام الشارع مجددا من اجل الدفاع عن الحزب في وجه وسائل الاعلام، وهي لغة ابتعد عنها الحزب في المرحلة التي تلت الحراك الشعبي.
أضف الى ذلك فان الحزب عاد ليتحدث مجددا عن مكافحة الفساد ووضع نقاط واقتراحات جديدة، والاهم هو أنه خيّر القوى السياسية بين تأليف الحكومة ضمن الواقع الحالي وبين انتظار التسوية الاقليمية التي قد لا تأتي ابدا، كل ذلك يوحي بأن الحزب قام بهجمة مرتدة في السياسة الداخلية مدعما اياها باستعراض قوة حول قدرات القرض الحسن المالية، والتي كان من المفترض لولا ضيق الوقت ان تترافق مع حديث عن خطة الحزب للتقديمات الاجتماعية.
انتهت اذا مرحلة الاحتواء التي اعتمدها “حزب الله” منذ نحو سنة، لتمرير مرحلة ولاية ترامب وعدم الدخول في أي معركة او تصعيد مع اسرائيل في توقيتها، ومراعاة الواقع المستجد بعد الحراك الشعبي في لبنان…
المصدر: لبنان 24