تُدهس الأحلام بشبابها و ربيع العمر أصبح تشريناً ، في مدينة تُعتبر فيها العودة الآمنة للمنزل هي من ضربات الحظ بعدما أصبح الموت على “أهون سبب” .
الهرمل ، ذات الجبال الشاهقة و السهول الهادئة و النهر المُشع بالنور و الأمل ، تُغريك بمقوماتٍ للإصطياف لا مثيل لها،. أسباب العيش هنا لا تُحصى و كذلك أسباب الموت!
مدخل المدينة المُزَّيَن بصور شهدائها على امتداد الوطن ، دليل قاطع على أنها مدينة تستحق أكثر من ذلك . فخذلان الدولة و أحزابها تراه في كل الازقة و الطرقات، خذلان ندفع ثمنه يومياً بأرواحٍ ذنبها الوحيد أنها اختارت العيش هنا!
الموت المجاني…
هي آفة، او بالاحرى فاجعة، تعيشها المنطقة في الآونة الأخيرة ، فحصولك على الموت هنا أسهل من الحصول على الحياة ، فرصاص قطاع الطرق و المهربين و اللصوص لا تُخطئ جسدك أبداً و كأنه رصاص يشتهي دم الفُتُوة و الشباب. و في إحصاء بسيط قد يُدهشك الرقم المخيف للشباب الذين فقدتهم الهرمل جراء الحروب الخارجية و الفوضى الداخلية و السلاح المُتفلِّت .
نواب المنطقة و حزبها هم الأولى بأن يُسألوا عن ما يحصل! فما اختارتكم المدينة للاهتمام بشؤون طهران و صنعاء ، فمدينتكم أولى باهتماماتكم.
مستشفيات الموت …
مستشفيات المنطقة هي الوسيلة الأسهل للموت، فهي لا تختلف عن مستوصفات علاج البهائم بشيء ، الدخول إليها يذكرك بمشاهد المستشفيات الميدانية في الحرب الكونية الثانية!
التجارة أشبه ب”خُوَّة” …
في الهرمل قد تدفع أضعاف ما قد تدفعه في مناطق أخرى للحصول على السلعة نفسها و ربما بصلاحية مزيفة ، كيف لا و الهرمل لا تدخل ربما ضمن صلاحيات وزارة الاقتصاد و جمعية حماية المستهلك .
الهرمل هي مدينة لبنانية بشهادة المادة الأولى من الدستور ، لها الحق بوجودٍ أمني لأجهزة الدولة كغيرها من مناطق الوطن. وجود يجب أن يتحرر المحسوبيات و القبضة الحزبية قبل أن تتحول المدينة إلى ” منكوبة” بِلا كوارث!
نزيف الشباب … برصاص الصَّمت!
مقالات ذات صلة