مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب ودخول الادارة الجديدة برئاسة جو بايدن الى ملعب السياسة الدولية، يبدو أن الاستعدادات بدأت من قِبل المعنيين بالملفات اللبنانية الداخلية من دول اقليمية وتنظيمات سياسية وصولا الى بعض الشخصيات المؤثرة في الساحة الداخلية.
ووفق مصادر متابعة، فإن الفرنسيين قد بدأوا، من خلف الكواليس، اتصالات جدية مع القوى السياسية اللبنانية من اجل التشاور حول التعقيدات التي تواجه مسار تشكيل الحكومة. وأشارت المصادر الى أن الجانب الفرنسي قد تمنّى على الرئيس المكلف سعد الحريري ان يكون اكثر ليونة في المرحلة المُقبلة للتوصل الى حلول سريعة في الملف الحكومي من دون التنازل عن العناوين الرئيسية التي بنى عليها خطابه السياسي.
واعتبرت المصادر ان الفرنسيين يتجهزون بشكل واضح ليصبحوا على تماس مع الساحة اللبنانية من دون ان يكون هناك أي “ڤيتو” اميركي على حراكهم السياسي، لذلك فإنهم سيعملون، وبالتوازي مع وصول الرئيس المنتخب جو بايدن الى البيت الابيض، على تفعيل مبادرتهم السياسية والتركيز على إنجاحها لتتبعها عملية الإنقاذ الاقتصادية ولو بشكل محدود في لبنان.
وبحسب المصادر عينها، فإن الفرنسيين يعتمدون على ان الادارة الديمقراطية لا تبدو مهتمة بشكل مباشر بالساحة اللبنانية، بل ستترك العمل فيها لحليفها الفرنسي الذي سيوطّد علاقته بواشنطن مع وصول الديمقراطيين الى السلطة، لذلك فإنه من المتوقع ان تبدأ التنازلات والتنازلات المضادة خصوصا بين رئيسي الجمهورية والحكومة في المرحلة المقبلة لأن ذلك سيؤدي الى تسهيل التفاوض وتذليل كل العقبات في اللحظة الاخيرة.
وختمت المصادر بتساؤل حول ما إذا كان حلّ المشكلة بين عون والحريري كافياً لتشكيل الحكومة، لافتة الى وجود مسعى ديبلوماسي بعيدا عن الاضواء من اجل انجاح اللقاء الذي يجري التمهيد له بين الحريري ورئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل، ما من شأنه ان يسهل عملية التأليف. والاهم من ذلك كله أن ثمة مساعٍي اقليمية تهدف إلى أخذ موافقة ايرانية لفصل الساحة اللبنانية عن الساحات الاقليمية الاخرى في المفاوضات المتوقعة بين واشنطن وطهران.