المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
حزب الله بات يُفضل الحلفاء التاريخيين
تاريخياً عرف العالم ظاهرة تسمر المواطنين الأمريكيين أمام الشاشات انتظاراً لخبر تلقي المرشح الفائز مكالمة هاتفية من المرشح الخاسر يهنئه فيها بالانتصار، ويتمنى له ولأميركا كل الخير والتقدم.
الّا عند الرئيس دونالد ترامب الذي رفض قبول خسارته الانتخابية، كان كل مرة يُسأل دون الرد على المراسلين الذين طرحوا أسئلة من بينها : متى ستعترف بخسارتك الانتخابات، سيدي؟ فمنذ 5 تشرين الثاني ادعى فوزه وقال إنّ الانتخابات تم تزويرها ضده.
لاول مرة يخرج رئيس اميركي ويتحدث ويلوح بتزوير الانتخابات، لكن المشكلة مع ترامب انه يماطل بالاعتراف بالنتائج، ممارساً لغة العنف والتحريض، فهي حاضرة دائماً في اسلوبه، فهو لن يسلم السلطة.
مما اثار مخاوف كثيرين يرون أن ترامب يدفع البلاد نحو اقتتال داخلي من أجل البقاء رئيساً.
امّا في لبنان فلدينا الرئيس ميشال عون الزعيم “العنيد” رئيساً، بعد مسيرة عسكرية وسياسية حافلة، وبعد عامين ونصف العام من شغور المنصب، جراء الانقسامات السياسية الحادة، وصل إلى الرئاسة بحكم تحالفه مع “حزب الله”، الذي وجد فيه الغطاء المسيحي الأقوى.
عون بدوره سلك طريق العائلات التقليدية عبر إعطاء ادوار سياسية لافراد من عائلته وعلى رأسهم صهره النائب جبران باسيل، بعدما نصبهُ رئيساً ” للتيار الوطني الحر”.
وبعد دخول باسيل إلى عالم السياسة اللبنانية فرَقّ ولم يجمع، ولم يراع التوازنات التي قام عليها لبنان، فحاول الاستئثار بكل مقدرات الدولة متسلحاً بوصول عمه (ميشال عون) إلى سدة الرئاسة.
ويصعب على باسيل رؤية زعامته كما يراها غيره، أي إن المصاهرة أوصلته إلى السلطة، لا العكس. لكن ثقة الرئيس عون به كبيرة، حتى اصبح الناطق الرسمي الوحيد بإسمه، فالأخير خاصم الكل لأجله!
الى ان فُرضتّ العقوبات الأميركية على باسيل التي شكلت ضربة قاصمة على ثلاثة أطراف دفعة واحدة أولها باسيل نفسه وآماله بتولي الرئاسة، وثانيها العهد العوني، وثالثها حزب الله.
من الطبيعي أنه على كل من يريد الوصول إلى سدّة الرئاسة، أن يحظى بموافقة كل الأفرقاء. وقبول الحليف الوحيد حتى الآن هو حزب الله، وحده لا يكفي بأن يأتي الى رئاسة الجمهورية، اضافةً ان الاخير بات يُفضل الحلفاء التاريخيين – كزعيم تيار المردة “سليمان فرنجية”- فمثل هؤلاء ليسوا هواة “المزاجية”، بعد الازدواجية المُتعمدة في خطاب باسيل تجاه الحزب، ومروحة واسعة من الانتقادات عن لسان قادة التيار الوطني الحر، في عملية تبادل ادوار وبث رسائل مشفرة.
ويستطيع الحزب أن يقف حاجزاً منيعاً، لأنه يشكّل مع الآخرين الثلث الذي يعطّل عقد جلسة لمجلس النواب، لذا من البديهي أن تكون موافقته أساسية.
لكن التسويات والمناخات تبدلت، فحزب الله ثقته مضعضعة بزعيم التيار، والرئيس الحريري لم يعد الاخ والصديق والقوي كما كان، فباسيل عاش ملكاً مع “الخصوم” على الساحتين الداخلية والخارجية، ما جعله ” العنيد” الثاني في الجمهورية اللبنانية، والواضح ان الرئيس عون يضع أحد أبرز أهدافه، تسليم النائب باسيل مقاليد رئاسة الجمهورية!
فهل سيبقى في قصر الشعب عند انتهاء ولايته، امّا “جبران” رئيساً او لا أحدّ ؟!