لا يبدو أن تصدر “القوات اللبنانية” لأن تكون رأس حربة في مواجهة “حزب الله” في الداخل اللبناني، سياسيا واعلاميا، هو امر بسيط ويأتي في اطار الصدفة.
تتجه “القوات” عبر مواقف رئيسها سمير جعجع وبعض قيادييها، اضافة الى التحركات غير المعهودة لمناصريها، والتي تتوجه بشكل مباشر للتنديد بـ”حزب الله” ومشروعه السياسي لتكون الحزب الوحيد الذي يعلن المواجهة المباشرة مع الحزب منذ اتفاق الدوحة.
وتقول مصادر مطلعة ان هناك توجهاً واضحاً بعزل “حزب الله”، وهذا الامر لا يتم الا بإضعاف الحاضنة الشعبية المسيحية التي تتقبله، والتي تتألف بشكل اساسي من مناصرين لـ”التيار الوطني الحر“.
وتشير المصادر الى أن اضعاف “التيار” يترافق مع زيادة الشرخ بين المسيحيين والحزب، وهذا ما بدأ مع الحراك الشعبي، ومن ثم انفجار المرفأ ويستكمل مع زيادة التوتير بين الساحتين الشيعية والمسيحية الذي تغذيه “القوات اللبنانية.”
وتلفت المصادر الى ان “حزب الله” الى حد ما يستفيد من هذه الهجمة، اذ يتمكن وبشكل واضح من شد العصب الشيعي حوله، ويعيد التماسك العام لبيئته الحاضنة.
وتعتبر المصادر ان التصعيد السياسي بين “القوات” والحزب سيستمر، لان الطرفين مستفيدان منه، خصوصا ان “القوات” ترى ان هكذا خطاب سيساعدها في تحسين وضعها الشعبي.
من الواضح ان الاشتباك السياسي والاعلامي في لبنان سيستمر طويلا وصولا الى الانتخابات النيابية المقبلة التي يقول متابعون انها ستحدد مصير البلد للسنوات العشر المقبل