المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
شعبنا مرهونٌ بشهوة السلطة…
يسود الجو السياسي في لبنان، اقتتالاً على الحصص والأحجام والحقائب، قبل التفاهم على تشكيل الحكومة، التي سرعان ما تحولت إلى حلبة ملاكمة لتعطيل العمل.
و في حين تنشط ورشة من التصريحات السياسية والتعليقات الكلامية عن ضرورة محاربة الفساد ووقف الهدر، رغم قرع طبول الإصلاح ومحاربة الفساد، بقيت الدولة اللبنانية غارقة في سلسلة من الصراعات والخلافات التي لا تنتهي.
شعبنا مرهونٌ بشهوة السلطة، حتى ولو على حساب الخراب وعلى البشر الهائمين باليأس والحزن والعوز السلام.
ولو نظرنا بشكل خاطف للدول الفاشلة، لتأكّدنا أنّها تلك التي سعت بشعبوية ليس لها نظير، إلى طرد المحتل الأجنبي وتوكيل محتل وطني زمام السلطة مكانه، فتسلّط الوطني وتاجر وفشل في تركيب دولة، لا بل أنّه لم يسعَ أصلًا إلى دولة، أراد كمًّا من البشر الموجودين تحت نزواته وغبائه الفاضح، مجرد رهائن يسوقهم تحت شعار السيادة الوطنية.
فتحولوا الى خاطفين وقتلة، من المُفجِر الى الفاسد، ونزيد عليهم في بلدنا المنهار، القائد الفاشل الفاسد المجرم زعيم القبيلة الطائفية التي تهون أمام غبرة حذائه تضحيات آلاف الشبان بحياتهم ومستقبلهم ودموع أهاليهم.
والمثير للسخرية، أنّ كل من ثارت حميتهم على طلب الرعاية الدولية، لا بأس عندهم برعاية إيرانية مثلاً، أو حتى برعاية على الطريقة السورية من بشار الأسد!
لبنان اليوم، وحتى قبل جريمة المرفأ، دولة فاشلة لكونها تحمل كل المقومات العلمية التي ذكرناها آنفاً حول مؤشرات الفشل. والدولة التي تحتاج الى طلب المساعدة لعلاج أو إطعام أبنائها، أو ترميم بنيانها، وهي فاقدة لثقة أبنائها، لا حرج إن طلب مواطنوها العون لإدارة بلادهم، بدل اللجوء إلى المراكب في البحر للهروب إلى المجهول.
المأساة حصلت، لكنها ليست الأولى، وإن كان حجمها مرعباً، لكن ماذا عن حرب مدمّرة جديدة، ماذا عن المخفي الأعظم من متفجرات مخبأة في عنابر الأبنية أو في دهاليز تحت الأرض؟ ماذا عن الأبنية المتصدّعة الجاهزة للانهيار، ماذا عن الطرقات المنخورة والجسور الآيلة إلى السقوط؟ ماذا عن النظام الصحي المريض ولا من دواء؟