العتب أحياناً ليس على الأحزاب، ولا على الذين يشعرون بفائض قوّة فيشتمون ويضربون ويعتدون. العتب أحياناً على الدولة التي ينحدر بعض رجالها الى تصرّف هو أقرب ما يكون الى الميليشيا.
مناسبة هذا الكلام ما حصل أمس مع الزميلة كلارا جحا وزوجها المحامي جيمي حدشيتي، الذي تمّ الاعتداء عليه من قبل عنصر أمن بالضرب، مرّةً في الشارع وأخرى في المخفر، أمام الضابط المسؤول!
ومناسبته أيضاً اتخاذ قاضٍ قراراً بتوقيف حدشيتي، المعتدى عليه.
هي علامة جديدة من علامات انحلال الدولة، حين يتحوّل القضاء الى قدرٍ، والأمن من أجلنا الى أمنٍ علينا. يحصل ذلك وسط بيانات الاستنكار، نسمعها ونقرأها ونشاهدها، تماماً كما يسمع ويقرأ ويشاهد أصحابها كيف تنهار الدولة ويصبح فجأةً المواطن الملتزم بالقانون، مثل كلارا وجيمي، في مزرعة يُستباح فيها كلّ شيء، حتى توقيف محامٍ ضُرب أمام طفلته، ونقله الى منطقة أخرى بعيدة من دون تبريرٍ لذلك.
قد يقول قائل إنّها رسالة الى نقيب المحامين ملحم خلف، ومفادها “إخفض صوتك، وتراجع عن هذه المعركة التي تخوضها”. الردّ المنتظر يجب ألا يكون من خلف، بل من جميع محامي لبنان. هذه فرصة لتحرّكٍ كبير ولانتفاضة على طريق الخروج من المزرعة الى الوطن. هذا ما يؤمل من اجتماع مجلس النقابة اليوم، تماماً كما يؤمل من جميع المرجعيّات، بدءاً من وزيرة العدل التي لم نسمع صوتها، التحرّك للإفراج عن المحامي جيمي حدشيتي فوراً.
المصدر: MTV