ما اعلنه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله امس في ذكرى اغتيال قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني وابو مهدي المهندس عن اطلالة خلال ايام للحديث عن الوضع في لبنان بملفاته المتشعبة لا سيما الملف الحكومي، ينذر ان لا حكومة في المدى المنظور، وان لا حلول في الأفق للخلافات المستفحلة بين القوى الاساسية، خاصة وان السيد نصر الله في اطلالته التلفزيونية عبر “الميادين” تحدث عن مشكلة ثقة تؤخر تشكيل الحكومة، وهي بشكل أساسي بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وان هناك عقبات أخرى غير ظاهرة تتعلق بضرورة الاتفاق على حجم الحكومة وعدد وزرائها. وهنا ترى مصادر مطلعة على اجواء “بيت الوسط” لـ”لبنان24″ ان محاولات تجري من قبل رئيس الجمهورية و”حزب الله” لاحياء المفاوضات حول ضرورة تأليف حكومة من عشرين وزيراً، بعدما كان الرئيس عون اتفق مع الرئيس الحريري على حكومة من 18 وزيراً؛ ولان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، فإن الرئيس المكلف ينطلق في تفاوضه مع المعنيين من مسلمة اساسية يفترض بالجميع التسليم بها، وتتصل بعدم حصول اي مكون على الثلث الضامن او المعطل، تمهيدا لتأليف حكومة متجانسة من اختصاصيين تحظى بثقة المجتمع الدولي. وابعد من ذلك، تجزم المصادر، ان الحريري ليس في وارد الاعتذار على الاطلاق على رغم كل العراقيل التي يضعها المقربون من رئيس الجمهورية في وجه عملية التأليف وسوف يتصدى لكل من يحاول النيل من صلاحياته في التشكيل، خاصة وان لا نص في الدستور يعطي رئيس الجمهورية الحق بحصة وزارية. وهنا تكمن المشكلة، فبحسب اوساط سياسية بارزة لـ”لبنان 24″، فان النائب جبران باسيل صاحب الحراك الخفي في مفاوضات التأليف يصر على الثلث المعطل، ربطاً باستحقاقات العام 2022 المتصلة بالانتخابات النيابية والرئاسية، وهو حاول طلب مساعدة الروس في هذا الامر، عازيا مطالبته بالثلث الضامن الى انه في حال حصل شغور رئاسي يمكن لحكومة الحريري ولو كانت حكومة تصريف أعمال ادارة شؤون البلاد كما تشاء خاصة وان الحريري يتقاطع مع الكثير من المكونات السياسية في وجه “التيار الوطني الحر”.
والى ان تنجلي حقيقة الامور، الثابت وفق المعنيين ان لا حكومة قبل العشرين من الجاري. فالقوى كافة في حالة ترقب للتطورات في المنطقة التي تشهد حبس انفاس في الايام الاخيرة من ولاية الرئيس دونالد ترامب، حيث تبدي اوساط سياسية نقلا عن مصادر ديبلوماسية قلقا من أن تنتقل المواجهة الأميركية – الإيرانية الى مرحلة اكثر تصعيداً، عطفا على احتمال اسرائيل القيام بعمل ما ضد لبنان خلال فترة الاسبوعين المقبلين.