يستمر اهل السلطة باتباع النهج نفسه القائم على المحاصصة وتقاسم قالب الجبنة غير ابهين بالشعب الذي يئن وبات اكثر من خمسين في المئة منه تحت خط الفقر، واخر هذه الممارسات كشفت عنه محطة الجديد في تقرير عرض في نشرة أخبارها المسائية.
لم تسلم ساعات نهاية هذا العام من محاولة امرار صفقة بين اهل السلطة. بدأ الحديث عنها في تغريدة للكاتب السياسي جان عزيز قال فيها: “اللي بشوف صفقة #راس_السنة اللي عم يحاولوا يهربوها، لحشو ما تبقى من دولة، بمئات الأزلام والمحاسيب والخزمتشية، بينما الناس عم تموت والبلد عم ينتهي…بقول ضيعان اللي ماتوا كرمال يوصلوا على السلطة”.
ما هي الصفقة التي تحدث عنها عزيز؟
في التغريدة التي اعلن فيها وزير المال غازي وزني انه وقع مراسيم ترقيات في الجيش اللبناني، تعقيدات كثيرة.
ففي معلومات قناة الجديد، ان مراسيم الترقيات ومن بينها ترقيات دورة الـ 94 وصلت الى وزارة المالية، غير ان طاقم الوزارة حجب مراسيم الترقيات عن وزير المال غازي وزني.
وتوجه مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان الى وزني للطلب منه التوقيع على الترقيات من رتبة عقيد وما دون، وهي ترقيات صاحبة الغالبية المسلمة.
كذلك طلب حمدان من وزني الامتناع عن توقيع الترقيات من رتبة عقيد الى رتبة عميد وهي ترقيات صاحبة الاغلبية المسيحية. وفيها ترقيات ضباط دورة الـ 94 التي وقعت عام 2019 و2020 المعروفة بدورة عون.
وفي المعلومات ايضا ان الاستنسابية في التوقيع تؤدي الى كسر التراتبية والاقدمية في المؤسسة العسكرية لما لها من تأثير على الرتب العسكرية، فور اعلان وزني توقيعه على الترقيات العادية ازدحمت الاروقة السياسية بين بعبدا واليرزة وعين التينة بحثاً عن سبيل لتوقيع وزير المال على كل الترقيات بما فيها دورة خرّيجي الـ 94، فعمل الجميع على تمرير تسوية نهاية العام.
ومن المعلوم ان دورة الـ 94 هي الدورة التي جرى تطويع عناصرها لما كان العماد ميشال عون رئيس حكومة عام 90 ما جعل معظم عناصرها من انتماء طائفي واحد. وقد أخرج خريجو هذه الدورة في عهد الرئيس اميل لحود قبل ان يلتحقوا مجددا بعد نحو عام، وعليه عاد وطرح منذ سنوات مرسوم منح اقدمية مدة سنة يتعلق بترقية خرّيجي هذه الدورة التي عرفت بدورة عون تعويضا عن العام الذي اخرجوا فيه لكن من دون ان يجري التوافق السياسي عليه.
وبالعودة الى تسوية نهاية العام تقول معلومات الجديد ان فريق رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر جبان باسيل ارسل عرضاً مكتوباً يتضمن سلة متكاملة لرئيس مجلس النواب نبيه بري جاهزة للمقايدة. وفيه عرض فريق بعبدا على بري الموافقة على بتّ ملف تعيين حراس الاحراج المتوقف بسبب عدم التوازن المسيحي المسلم، على ان يعيّن باسيل الفرق في التوزيع الطائفي لدى الناجحين في مجلس الخدمة المدنية والذي يبلغ عددهم نحو 90. حصول بري على تثبيت متعاقدي افواج الاطفاء في المقابل يحصل فريق رئيس الجمهورية وباسيل على توقيع مرسوم ضباط دورة عام 94 للعامين 2019 و2020، مرسوم تعيين مجلس الادارة واعضاء مجلس ادارة المكتبة الوطنية والمدير العام للمكتبة علماً انه تم تعيين رئيس المكتبة من حصة باسيل ولم تصدر بعد المراسيم التطبيقية، مرسوم تعيين الاسم الذي سماه باسيل لرئاسة المؤسسة العامة للمتاحف وتعيين اعضاء مجلس ادارة المؤسسة وتعيين الاسم الذي سماه باسيل لادارة الكونسرفاتوار الوطني علماً بان المواقع الثلاثة الاخيرة تابعة لوزارة الثقافة.
صدور مراسيم تعيين محافظة كسروان وجبيل التي تم تعيينها من حصة باسيل ولم تصدر مراسيمها التطبيقية بعد، اضافة الى تسوية ملف حراسة الاحراج عبر تعيين باسيل نحو 90 شخصاً وهو الفرق في التوزيع الطائفي لدى ناجحي مجلس الخدمة المدنية.
وصل هذا العرض الى عين التينة التي تريّثت واجابت مضيفة شرطاً على مطالبها. وصل الرد الى بعبدا التي استبقته لديها من دون ردّ، ما دلّ على رفضها مطلب عين التينة الأخير وعليه سقطت الصفقة بشرط برّي حتى هذه الساعة.
المصدر: الجديد