مع إنقضاء الساعات الأخيرة من العام 2020، يرتسمُ مشهد مالي مُختلف كرَّسه نجاح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في تجنيب لبنان واللبنانيين كأس رفع الدعم والسقوط في “فخ” الإفلاس والجوع، حيث أنّ إقرار قانون السريّة المصرفية، ولو لمدة عام فقط يعتبر خطوة مُتقدّمة في مسار حماية النقد الوطني، وذلك في ظلّ إعلان “الحاكم” عن الجهوزية لتسليم كل الحسابات المالية الرسمية في مصرف لبنان من أجل التدقيق فيها وفق القانون المذكور. كذلك نجح سلامة في “الهندسة النقدية الجديدة بالتعاون مع المصارف وبمبادرة فردية في تأمين الحماية لقرار الدعم الرسمي وإطالة عُمره”.
وفي المقابل، تجري مواجهات حقيقيّة لإسقاط لبنان عبر إسقاط “ميماته الخمس” أي دولته العميقة من مدارس ومستشفيات ومصارف ومرفأ ومطار، ويزدادُ الخطر على “الميم” السادسة، أي المؤسّستين القضائية والعسكرية، وهما ما تبقّى من الدولة قبل إستحالة لبنان إلى صومال جديدة.
ومن هنا، دعا خبراء مصرفيّون اللبنانيين إلى التنبّه لهذه المؤامرة الحقيقية التي تطال دولتهم العميقة ويُساهمون بأنفسهم في ذلك من غير علم، وفيما المنظومة الحاكمة لا تزال حالمة، دعا هؤلاء الخبراء إلى قراءة ما يفعله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف لوحدهم عبر حفر جبل الحصار على لبنان بالإبرة تحاشيّاً لإنهيار البلد من خلال رفع الدعم الذي كان اضطراريّاً مع مطلع العام الجديد، لولا “خطوات حاكم مصرف لبنان”… بينما يتلهّى السياسيون بـ”التنظير وإضاعة الفرص”.
المصدر: ليبانون ديبايت