· تاريخيا، لم تكن ايران الشيعية مصدر قلق للغرب. بل كانت على العكس تماما حليفة وسمّاها البعض شرطي الخليج. يكفي ان نعود الى وثائق الدبلوماسية البريطانية لنكتشف حجم الاهتمام الاستعماري بطهران وكم من العروض قُدمت لها على حساب الامارات الخليجية. ثم في عصر الشاه، قدّم الاميركيون والاوروبيون البرامج النووية على قدم وساق لايران، وثمة وثائق تؤكد ان وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد كان من بين الذين ساهموا بالنووي الايراني والتكنولوجيا العسكرية في زمن الشاه، قبل ان يصبح ألد اعدائها بعد الثورة الاسلامية.
· حين ضرب الارهاب منطقة الشرق الاوسط، واُعلنت دولة الخلافة الاسلامية، وباتت داعش هاجس العالم والمنطقة، حصلت تفاهمات اميركية ايرانية على ارض العراق، خصوصا ما تعلق منها آنذاك بحماية مناطق الاكراد. وحصل تقارب أيضا في افغانستان في مرحلة معينة.
· لا شك ان الاتفاق النووي كان نقطة التقارب الكبرى بين أميركا باراك اوباما و ايران السيد علي خامنئي. أحدث ذلك تحولا كبيرا في العلاقة بين ” دولة محور الشر” و ” الشيطان الأكبر” ( وفق ما كان كل طرف يلقب الآخر). وهوالتحول الثاني الكبير مع ذاك الذي دفع ايران الى التقارب والتحالف مع روسيا مُلغية من قاموسها الايديولوجي شعار ” لا شرق ولا غرب”.
ما تقدّم يُشير الى مسألتين هامتين:
· أولهما، ان الواقعية الايرانية لعبت دورا مؤثرا في الاستراتيجيات الكبرى، وهي نفسها التي تجعل ايران اليوم تهضم الضربات القاسية التي تعرضت لها من أميركا واسرائيل، وفي مقدمها اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري وأبو مهدي المهندس الرجل القوي في الحشد الشعبي، وقبلهما قادة بارزون من حزب الله، ناهيك عن الضربات المستمرة على مواقع لايران والحزب في سوريا، واختراقات سيبرانية كثيرة داخل ايران. صحيح ان ايران ردت بضربات دقيقة ايضا مثل استهداف القاعدة الاميركية في العراق، الا انها تُدرك ان أي رد كبير حاليا هو تماما ما تبتغيه اسرائيل وان أميركا دونالد ترامب جاهزة للتدخل”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.