المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
أصبح هو الرقم 2 في الحكومة ينافس رئيسها في الصلاحيات إن لم يكن يتخطاها
وجد الرئيس سعد الحريري نفسه أمام النائب جبران باسيل الذي لا يخجل في ضرب صلاحيات رئاسة الوزراء، مستفزاً الشارع السنـّي ومقللاً من احترامه، في اشرس مواجهة مع زعيم التيار الازرق، مستغلاً قرار الأخير بالحفاظ على علاقة إيجابية بالرئيس ميشال عون لغاية الآن.
محاولاً الإيحاء بأنه من يقرر التشكيل الحكومي، وسط صمتٍ مسهّل لتصرفاته من الرئيس عون، الذي يقولها مراراً “حلّوها مع جبران”، فيصبح “الحاكم” في مجلس الوزراء والرئيس عون الحاكم في قصر بعبدا.
باسيل القادر على تعطيل أي قرار في حسابات السياسة اللبنانية، فهو يملك القدرة اليوم على تأليف الحكومة وحده متى شاء، ويريد الثلث المعطل للسيطرة على الحكومة متى أراد، او “عمرها ما تكون حكومة”.
مما يعني أن الرجل فعلياً أصبح هو الرقم 2 في الحكومة، وينافس رئيسها في الصلاحيات، إن لم يكن يتخطاها، بعد أن تؤمن له الوزارات التي يريد الاستحواذ عليها حضوراً وازناً، فهو يريد الخارجية، والدفاع، والطاقة، والاقتصاد، والبيئة، والسياحة، والعدل، والمهجرين، والداخلية، والعدل، وشؤون المرأة، وأهمها وزارة مكافحة الفساد.. فإعطوه كل الوزرات وليحكم!
لا يترك مناسبة إلا ويستغلها للقول للناس ولخصومه بأنه “الحاكم بأمره” مدعوماً من حزب الله. ولم يترك سعد الحريري فرصة، إلا وسلّم فيها كل أوراقه له أو لِغيره.
فما ان وصل هذا الأخير الى السلطة حتى بدأ يتصرف مثل الطبقة السياسية التي يشتكي منها اللبنانيون، إن لم نقل أسوأ. وأخذ يطالب بحصته، مُظهراً في ذلك شراهة كبيرة.
وبذلك شجع القوى السياسية الأخرى على مهاجمته، بدلاً من أن يكون التيار الذي تغذى وتسلق على عرش الحكم، هو القوة الطاهرة النظيفة التي تفضح الفساد، وتقف في وجهه، وتضع له حداً نهائياً !
-احراج “الراعي” وإخراجه!
يزايد باسيل مسيحياً على سيد الصرح البطريركي الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وقد أسف الاخير في رسالة الميلاد بالامس قائلاً : ” قد كنا في معرض انقاذ الشعب لا في معرض اعلان سقوط الدولة، ونأسف لسقوط الوعود التي اعطيت لنا فعاد تأليف الحكومة الى نقطة الصفر”.
تابع :”فكوا اسر لبنان من ملفات المنطقة وصراعاتها ومن حساباتكم الخاصة لمصارحة الشعب حول أسباب التأخير، فاذا كان لدى بعض المسؤولين الجرأة في الفشل فليكن لدى البعض الاخر الجرأة في النجاج ومصارحة الشعب”.
الجميع على قناعة، بأن حقوق المسيحيين، محفوظة وليست مِنّة من احد، والكل كان ينتظر تجاوباً عونياً لتكريس الشراكة الوطنية، كما الشراكة الدستورية، لتكون مفتاح تذليل كل العقد وذلك بعد تجارب سابقة اوجبت تشكيل الحكومة بعد تسعة اشهر.