المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
استمرار اللعب في الوقت الضائع لم يعد لصالح حزب الله
بإبتسامته المعهودة وراء “المايكروفونات”، يُجيب ” كل شي جيد ” و “انشالله باسرع وقت حتتشكل الحكومة”!
يعرف الرئيس سعد الحريري أن أمام حكومته العتيدة استحقاقات رئيسية، أبرزها الوضع الإقتصادي والمالي، وهو لا يتوانى عن التذكير بضرورة النهوض بهما بعيداً من السياسة وخلافاتها وتفاصيلها. فالناس يريدون حكومة منتجة، لا تناقشهم بجنس الملائكة، بل توفّر لهم ظروفاً معيشية ملائمة.
ويعدّ توزيع الحقائب مهمة صعبة نتيجة التعقيدات والانقسامات السياسية.
فلو يزِفُ لنا الرئيس المكلف خبراً انه عقد اجتماعاً “إيجابياً”، مع النائب جبران باسيل، في محاولة أخيرة معه لإعادة توزيع الحقائب قبل العودة مجدداً إلى القصر.
حتى لو سببت “تضحية اللقاء” ضرراً معنوياً لهما، لكنها ذو منفعة اساسية لإخراج الحكومة من حلبة الصراع الدائرة، فيتم وضع الصيغ التي تتلائم معهما، فينزعا من ايديهما كفوف الوساطات، تارة من الحركة النشطة التي تولاها البطريرك الماروني مار بشاره الراعي، وطوراً من حزب الله، ممثلاً بالمعاون السياسي لأمين عام الحزب، الحاج حسين خليل، الذي دخل هو الآخر على خط الخلاف بين باسيل والحريري، في محاولة أيضاً لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، إضافة الى تلك الاتصالات التي لم تتوقف مع باسيل وكل الفصائل السياسية على مدار الساعة، للوصول إلى توقيع عون لمراسيم تشكيل الحكومة.
فعند المصارحة وتقديم التطمينات وازالة الهواجس لدى الاطراف كافة، تُحل المشكلة الحكومية بقبلة “اسخريوطية”ًجميلة.
أسئلة كثيرة في هاجس حزب الله تُطرح على الحريري !
الحكومة امام استحقاقات اقليمية كبيرة، لتواجه بها التغييرات الجذرية في المنطقة، التي تسعى الى عزل حزب الله عن المشهد السياسي.
اولهما ملف ترسيم الحدود البحرية مع الجانب الإسرائيلي، هل سيعمد الحريري عبر تموضعه في المواقع الامامية للمواجهة الديبلوماسية، الى إقفال الفجوات التي قد تتسرّب عبرها السموم الاسرائيلية، بعدما كانت الخاصرة اللبنانية الرخوة على امتداد المراحل السابقة ممراً سهلاً لكل أنواع الضغوط والاستهدافات؟
وثانياً موضوع المقاربة مع محطات الصراع مع اسرائيل، في خضمّ اجواء “التطبيع “علماً انّ طريقة إدارة هذا الملف هي من المواد الخلافية التي كانت ولا تزال تسبب انقساماً داخلياً.
ليس من مصلحة حزب الله، أخذ البلاد نحو مغامرة، على حافة انفجار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، اذ لن تكون مناطق نفوذه بمنأى عن تبعاتها.
فبعد أن اتخذ في الأسابيع الماضية موقف المتفرج الصامت، بات يميل الآن إلى تشكيل حكومة لعدم اطمئنانه مما هو قادم، لا سيما أن بايدن لن يكون مختلفاً عن ترامب في سياسته تجاه الشرق الأوسط وإيران، ولن يعتمد سياسة الرئيس الاسبق باراك أوباما بحذافيرها،
وعليه.. ان استمرار اللعب في الوقت الضائع، لم يعد لصالحه.
يبقى الانتظار سيد الموقف الى ما ستؤول اليه مساعي الساعات الأخيرة، على أمل ان تأتي “إيجابية” الرئيس الحريري هذه المرة في”عجيبة ميلادية”، يشرب نخبها جميع اللبنانيين ؟