يكثر الكلام عن صفقة دولية قيد التحضير ستفضي إلى ولادة لبنان الجديد بحكم انتفاء وظيفة البلد الصغير والصندوق الذي كان يتبرع للخدمات المصرفية في شرق ملتهب بعد إتفاق سايكس – بيكو ونشوء الكيان الاسرائيلي.
داخليا، الصراعات على اشدها لا فرق بين ثلث ناقص بالحكومة او وزير مضاف في حصة افتراضية، في ظل انعدام الحلول من طبقة فاسدة هرمة وعاجزة بكل المقاييس لكنها تغزوها حالة إنكارلا مثيل لها تجعلها تفترض بأنها قابضة على مصير البلاد والعباد، في حين يجري الاعداد في أروقة عواصم القرار لمؤتمر يعيد تأسيس النظام السياسي وفق متطلبات المرحلة، وأبرزها التطبيع مع العدو الصهيوني والاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود
.
هذا الأمر يتطلب مرحلة انتقالية عبارة عن فكفكة الدولة وأضعاف الدولة، لعل سخرية الأمر بأن أكثر المتحمسين إلى إعادة تكوين لبنان على اسس جديدة هم أصحاب شعارات السيادة والاستقلال والقرار الحر عبر اختلاق الحجج والذرائع بأن العلة في النظام فيما هم خالدون
.
في هذا الصدد، كشفت مصادر ديبلوماسية مواكبة للشأن اللبناني عن تهيئة الاجواء اللبنانية لفرض وصاية أممية استهلها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر سلسلة تقارير رفعها إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة منذ اسبوعين مفادها أن لبنان على شفير الانهيار الشامل ما يتطلب اعلان الامم المتحدة تحويله دولة فاشلة وفرض وصاية مباشرة عليه
.
الإدارة الأميركية كما قصر الاليزيه ليسا بمنأى عن هذه الاجواء. فماكرون لا يرغب بترك الرئاسة الفرنسية من دون تحقيق إنجاز يتعلق بإعادة المستعمرة السابقة إلى حكم الانتداب الفرنسي، فيما جو بايدن لن يقدم على اية خطوة في الشرق الأوسط ومع إيران من دون أن تصب في مصلحة إسرائيل ولصالح ما يسمى عملية السلام في الشرق الأوسط.
ضمن نفس الإطار، تتسرب أجواء عن اهتمام روسي تركي متزايد في الاونة الاخيرة، وذلك نابع من مصالح الدولتين في الشرق الأوسط في ظل انطباع بأن الجانبين يعملان على تقاسم النفوذ بعد صراعات في مناطق النفوذ المشتركة. هكذا حصل في سوريا وليبيا ثم أذربيجان مؤخرا، ما يطرح مصير الشمال اللبناني على بساط البحث الدولي بنفس قدرالاهتمام بالجنوب المتصل بطموحات إيران و اطماع إسرائيل.
انطلاقا من ذلك، يبرز التساؤل عن حقيقة الموقف الايراني تجاه فرط الصيغة اللبنانية، خصوصا بعدما أبدت إيران مواقف متشددة في محطات الازمة الحكومية منذ استقالة الحريري حتى اعتذار مصطفى أديب. فالموتمر التأسيسي ان جاز التعبير مرتبط عضويا بمصير ودور العامود الفقري لمشروعها الإقليمي المتمثل بـ”حزب الله”، والذي هو يفرض وصاية غير مباشرة منذ انسحاب الجيش السوري العام 2005 و حتى الآن.