المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
اين مشروعهما من بناء الدولة المّ يكن هنالك الوقت الكافي لذلك ؟
منذ أن خرج رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، مستخدماً عبارة “قوى الأمر الواقع”، في إطار تحميله المسؤولية الناتجة عن تفلُّت المعابر على الحدود اللبنانية السورية، توالت الإطلالات المدججة بالرسائل الموقوتة على الموجة نفسها من جانب قيادات “التيار الوطني”؛ لوضعها عبر شاشة “أو تي في” التابعة للتيار، في صندوق بريد حزب الله. وصولاً الى عضو التيار الوطني الحر “ناجي حايك” في مقابلة تلفزيونية، حين سرد واقعة تعرُّض دورية من الجمارك على طريق المطار لكمين من قِبل مسلحين على متن سيارات رباعية الدفع ذات زجاج داكن في أثناء قيام عناصر الدورية بضبط عملية تهريب بضائع فهددوهم بالقتل ما لم يطلقوا سراح المهربين والبضاعة فوراً، وقُنبلة “سلّم سلاحك” التي توجَّه بها النائب زياد أسود مباشرةً إلى “حزب الله”، على اعتبار أننا في لبنان “مش رح فينا نضل حاملين بارودة وشعبنا جوعان”.
فبعد فضفضة ” القلوب المليانة” عاد الوئام مجدداً بين ليلة وضحاها!
الفشل التاريخي للأثنين معاً
ففي حكومة الرئيس حسان دياب لم يكن ثمة الرئيس سعد الحريري ولا قوات، فيما لم يملك الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ثلثاً معطلاً، وعليه لا يمكن للتيار الوطني الحر وحزب الله أن يقولا إنّ هناك من منعهما أو أقله حاول منعهما. لا بل تصرّف العونيون مع دياب باعتباره من لحمهم ودمهم رغم أنّه ليس كذلك أبداً.
وماذا كانت النتيجة؟ الكهرباء راوحت مكانها حيث كانت على طاولة حكومة الحريري. التهرّب الضريبي ايضاً. التهريب راوح في مكانته المتقدمة: القضاء، المجالس، الهيئات، الصناديق جميعها راوحت مكانها.
استعادة الأموال المنهوبة راوحت مكانها، كما كل شيء آخر.
والأنكى أنّه في كل مرة كان يتم الاستعاضة عن خوض المعركة بعنوان خرافي آخر.
كيف عادت المياه الى مجاريها ؟
في هذا السياق وما بات واضحاً عن ارتفاع منسوب ” التفاهم” بين الحزب والتيار الحر، وهذا الكيمياء بينهما يكاد يكون كالزواج الماروني، واشتدت “عواصف الحب” مع التعاطف والالتحام على نيران العقوبات الاميركية على “باسيل” المُضحي لاجل حزب الله، وعليه “اكل القصاص الأميركي”.
وهو امر يمكن البناء عليه لاحداث المزيد من التقارب وتعزيز مناخات التهدئة في البلاد، بعد ما اثبتت الوقائع حرص الطرفين عليه.
ووفقا للمعلومات، التي اكدتها اوساط ” فإن الاجتماع الافتراضي الأخير، بين امين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب “باسيل “، اسقط الكثير من “الجدران” واعاد مناخات “الثقة” بين الطرفين، والعمل جار وسيتعزز بعد الاعياد المجيدة لتطوير العلاقة وتعزيز التفاهمات لتحصين الساحة الداخلية.
في الختام نتساءل : اين مشروع التيار الوطني الحر وحزب الله من بناء الدولة، المّ يكن هنالك الوقت الكافي لبنائه ؟
لذلك لن نستطيع أن نبقى في دولة فاسدة ودولة محاصصة ودولة مزارع، نبني الدولة عندما نشعر بالدرء والمخاطر التي تحيطنا فهناك انتخابات والشعب الجائع الذي صوت لكم اصبح يرعبكم ويجب “الحسبان لالف حساب”.