الدولار بـ5500 ليرة وهذا ما سيجري بالمصارف.. سيناريوهان ينتظران لبنان

كتبت رنى سعرتي في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان “معهد التمويل: سيناريوهان ينتظران لبنان”: “يفترض معهد التمويل الدولي أنّ تأليف حكومة من خبراء مستقلين في وقت قريب والبدء في تنفيذ الإصلاحات والتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وإطلاق العنان للمساعدات المالية الخارجية، سيؤدي الى انتعاش الاقتصاد تدريجاً، والى ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية إلى 5500 ليرة مقابل الدولار، ما سيعوّض الضغوط التضخمية الإضافية الناجمة عن رفع الدعم.

تختلف توقعات معهد التمويل الدولي للعام 2020 بالنسبة للبنان عن توقعات صندوق النقد الدولي، بحسب أحدث تقرير أعدّه كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد التمويل الدولي غربيس ايراديان، الذي رأى انّ على لبنان تنفيذ إصلاحات كبيرة لتجنّب مصير الدول الفاشلة، مثل فنزويلا، متوقعاً أن يَنكمِش الاقتصاد اللبناني بنسبة 26.5 في المئة في العام 2020، مُترافقاً مع انخفاض حاد في سعر الصرف في السوق الموازية، ما سيقلّص الناتج المحلي الإجمالي بمقدار النصف بالدولار الأميركي.

واشار الى انّ قيمة الرواتب والأجور تنخفض بشكل حاد بعد أن سَرّع انهيار سعر الصرف في السوق السوداء وفي المصارف وارتفاع معدل التضخّم وصولاً الى 137 في المئة على أساس سنوي لغاية تشرين الاول الماضي، في حين زاد حجم السيولة النقدية المتداولة في السوق أكثر من 3 أضعاف منذ بداية العام لغاية تشرين الثاني، كما زادت معدلات البطالة والفقر بأكثر من الضعف، ما حَفّز الهجرة الجماعية للمثقفين والمهنيين.

في التفاصيل، تُظهر توقعات معهد التمويل الدولي للعام 2020 انّ قيمة إجمالي الناتج المحلي الاسمي (بالدولار) ستكون أكبر بكثير من توقعات صندوق النقد الدولي، كما انّ توقعاته للعجز المالي أقل من توقعات الصندوق، وذلك لسببين رئيسيين:

1- يقدّر معهد التمويل الدولي متوسّط سعر الصرف المرجّح استخدامه لتحويل قيمة الناتج المحلي الإجمالي الاسمي المتوَقّع بالليرة اللبنانية الى الدولار الأميركي، بأقل من سعر الصرف المرجّح من قبل صندوق النقد الدولي.

2- تتوافَق توقعات معهد التمويل الدولي للعجز المالي مع الأرقام الفعلية للأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، والتي تظهر عجزاً أقل ممّا كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي. ومن المتوقع ان يعوّض الانخفاض الحاد المتوقّع في نسبة الإنفاق العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، الانهيار في الإيرادات الحكومية. وبالتالي، يرجّح معهد التمويل الدولي عجزاً مالياً بنسبة 9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وعجزاً أولياً بحوالى 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للعام 2020.

وسينخفض عجز الحساب الجاري من 11 مليار دولار في العام 2019 إلى 3 مليارات دولار في العام 2020 نتيجة انخفاض الواردات بنسبة 50 في المئة، إلّا انّ تراجع التدفقات الرأسمالية سيعوّض سلباً التحسّن في بند الحساب الجاري، ما سيؤدّي إلى استنزاف الاحتياطي من العملات الاجنبية.

 إصلاحات مطلوبة

ما هي الإصلاحات الرئيسية التي يتوقعها صندوق النقد الدولي؟

أشار إيراديان، في تقريره، الى انّ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والجهات المانِحة الرسمية الأخرى عَلّقت الدعم المالي للبنان بشكل أساسي، بسبب الفشل المتكرر للطبقة السياسية في تنفيذ الإصلاحات الرئيسية التي يتوقعها صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي، وهي:
• إجراء مراجعة كاملة لحسابات البنك المركزي (تدقيق جنائي) لتفعيل الشفافية والمساءلة.

• إقرار قانون وَضع ضوابط على رأس المال (كابيتال كونترول).
• ضمان استقلالية القضاء للحدّ من الفساد وتفعيل المساءلة.
• توحيد أسعار الصرف المتعددة مع وصول أول دفعة من الدعم المالي الخارجي.

• إعادة تأهيل مؤسسة كهرباء لبنان ووضع حدّ للخسائر الناتجة عنها
• تحقيق فائض مالي أوّلي كبير، ابتداءً من العام 2022، من أجل توجيه الدين العام نحو مسار هبوطي مُستدام.
• إعادة هيكلة النظام المالي الذي سيشمل إعادة الرَسملة ودمج البنوك.
• إنشاء شبكة أمان اجتماعي موسّعة لتوفير الحماية القصوى للأشخاص الاكثر حاجة.

ملف الدعم هل ستلجأ السلطات الى رفع الدعم؟

لفت ايراديان الى انّ احتياطات مصرف لبنان المُتاحة آخِذة في النضوب، ولن يعود البنك المركزي قادراً على الاستمرار في دعم كلفة استيراد السلع الأساسية، بما في ذلك المحروقات والأدوية والقمح، مشيراً الى انه في نهاية تشرين الثاني الماضي بلغ احتياطي النقد الأجنبي 17.8 مليار دولار، ما يعني انّ هناك 800 مليون دولار فقط يمكن تسخيرها لدعم استيراد السلع الأساسية، وهي تكفي لمدة 6 أسابيع فقط، علماً انّ الـ 17 مليار دولار المتبقية هي الاحتياطي الإلزامي للمصارف.

واعتبر انّ واردات السلع المدعومة لا توفّر دعماً فعالاً للفقراء، وهي في المقابل تَستنزِف احتياطيات مصرف لبنان، موضحاً، على سبيل المثال، انّ دعم المحروقات يفيد أصحاب الدخل المرتفع ويشجّع التهريب الى سوريا حيث تفوق أسعار البنزين ضعف السعر في لبنان. وبالتالي، رأى ايراديان، الذي عمل لدى صندوق النقد الدولي لمدة 17 عاماً، انّ رفع الدعم بشكل كامل او تدريجاً، مَصحوباً بتوفير شبكة أمان اجتماعي مصمّمة بشكل جيد (تؤمّن التحويلات النقدية مباشرة للفقراء) يمكن أن يُسفر عنه تحسّن كبير في رفاهية أصحاب الدخل المنخفض. وفي المقابل، حذّر من انّ رفع الدعم في الفترة المقبلة سيؤدّي إلى ارتفاع الأسعار ويؤثر سلباً على الدخل الحقيقي.

إستدامة الدين العام

ذكرَ ايراديان، في تقريره، انّ برنامج صندوق النقد الدولي يمكن أن يضع الدين العام اللبناني، والمتوقّع أن يبلغ ذروته عند 221 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، على مَسار هبوطي ثابِت من خلال تنفيذ التدابير المالية المُشار إليها في خطة الحكومة. وبما أنّ لبنان مُتعثّر عن تسديد ديونه الخارجية، فمن المرجّح أن تتم بالتوازي مع برنامج صندوق النقد الدولي، عملية إعادة هيكلة الدين العام. وفي حال تمّ تنفيذ سيناريوهات معينة لإعادة هيكلة الدين العام بالاضافة الى الإصلاحات المالية وإمكانية ارتفاع سعر الصرف الموازي إلى حوالى 5500 ليرة لبنانية مقابل الدولار في حلول نهاية العام 2021، فإنّ نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي يمكن ان تتراجع من 221% في 2020 إلى 127% في 2021.

سيناريوهان للعام 2021

نظراً للتوقعات غير المؤكدة لِما بعد العام 2020، أعدّ ايراديان سيناريوهين مُحتملين:
– يفترض السيناريو المتفائل أن يتمّ تأليف حكومة جديدة من خبراء مستقلّين في وقت قريب، والبدء في تنفيذ الإصلاحات، والتوَصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإطلاق العنان للمساعدات المالية الخارجية الملحّة. في هذه الحالة، سيبدأ الاقتصاد في الانتعاش، في حين أنّ الضغوط التضَخميّة الإضافية الناجمة عن رفع الدعم على السلع الأساسية ستتراجع حدّتها من خلال الارتفاع الكبير في سعر الصرف الموازي إلى 5500 ليرة مقابل الدولار.

– أمّا السيناريو المتشائِم فيفترض استمرار الوضع الراهن بما في ذلك الشَلل السياسي المستمر في غياب أية إصلاحات حقيقية وتمويل خارجي. في ظل هذا السيناريو، سينكَمِش الاقتصاد اللبناني بشكل أكبر، وسينخفض سعر الصرف الموازي أكثر، وسيبقى معدل التضخم فوق 100%، وستنضب الاحتياطيات الرسمية، ويتم استخدام معظم الاحتياطي الالزامي للمصارف لدى مصرف لبنان.

 المصارف

هل تستطيع المصارف استعادة الثقة والتعافي؟

رأى ايراديان انّ الثقة في النظام المصرفي تأثرت بشدة، وقد تستغرق وقتاً للتعافي، معتبراً انّ اتّباع استراتيجية مالية شاملة سيجعل القطاع المصرفي قابلاً للحياة ويضمن اندماج لبنان في النظام المالي الدولي، مشدداً على ضرورة إعادة هيكلة النظام المصرفي، ما يشمل إعادة رَسملة النظام المصرفي وتوحيده.

في السيناريو المتفائل، يمكن البدء في رفع الضوابط على رأس المال تدريجاً في العام 2022، وفقاً لِما تسمح به تطورات ميزان المدفوعات وعند استقرار وضع القطاع الماليز ولفت ايراديان الى انّ البنك المركزي يمكن ان يلجأ الى الاقتراض مقابل جزء من احتياطي الذهب (تقدّر قيمته حالياً بـ 17 مليار دولار) من اجل توفير السيولة الكافية بالعملات الأجنبية للنظام المصرفي”.

المصدر: الجمهورية


عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

أسعار المحروقات اليوم ↑↓

أسعار المحروقات في لبنان اليوم أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للمحروقات لحظة بلحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *