المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
ما هي التضحيات التي قدمها لغاية الآن الرئيس عون وصهره النائب باسيل
عادت العلاقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري إلى ما قبل التسوية الرئاسية، حيث المواجهة المفتوحة، وبات كل منهما بحاجة إلى تحقيق انتصار على الآخر، لأنهما يخوضان هذه المواجهة السياسية على طريقة “يا قاتل يا مقتول”.
فالرجلان رسما لنفسيهما حالة من الخصومة والمواجهة، في مرحلة هما أحوج ما يكونان فيها إلى تحالفات سياسية، وتحديداً مع المكون السني، لمواجهة استحقاقات مصيرية ، وعلى رأسها الانهيار الاقتصادي.
كما ان عون لا يتحمل أي انكسار أمام الحريري، ولا الحريري بدوره يستطيع أن يتحمل أي انكسار أمام العهد، وبالتالي فإن الحكومة العتيدة تحولت الى حلبة مواجهة بينهما.
فوجد الحريري نفسه يتعامل مع رئيسين، الاول في الواجهة اسمه ميشال عون، والثاني هو رئيس فعلي في الظل اسمه جبران باسيل.
لا يُحسد سعد الحريري على أزمته اليوم، وهو يواجه الجميع، فاقداً لأي دعم جدي سوى من أنصاره الأوفياء.
فالمرجلة ليست بوضع العصي في الدواليب بل بتمهيد طريق التأليف. وعليه فإن الخروج من الازمة يكون بالولاء للبنان لا للخارج ولا للطوائف.
وكان الحريري زار امس بكركي طارقا ً بابهاً مُستنجداً بلالبطريرك الكاردينال مار بشارة الراعي، على انغام تراشق الاتهامات بين الرئاستين الاولى والثالثة في العرقلة وقذف الاتهامات غير المبررة وعلى وقع الشجون والآلام التي يعيشها اللبنانيون واهمها مأزق تشكيل الحكومة بخاصة تلك العقبات الكثيرة التي طرأت عليها.
واليوم يتم تحميل مسؤولية التعطيل الى “العقدة المسيحية” لفترة طويلة، فالكل يعرف من يعطل اليوم، وهو من له سابقة كبرى في الانتظار!
اذ ان مَن انتظر سنتين ونصف السنة لتحقيق هدفه الرئاسي، يستطيع ان ينتظر طويلاً حتى تمثيل ما يريده في حكومة الحريري.
كلام منسوب سابقاً للبطريرك الراعي : اعان الله الرئيس المكلّف سعد الحريري فهو لا يستطيع إرضاء كل الناس.
فيجيبه الحريري قائلاً: ضحيت بما يكفي فما المطلوب مني، هل الحل في الاعتذار ؟
فما هي التضحيات التي قدمها لغاية الآن الرئيس عون وصهره النائب باسيل لتفادي الانزلاق اكثر واكثر الى قعر جهنم الشياطين!
فمن أجل الوصول إلى الحلول، لبنان بحاجة إلى رجالات دولة حقيقيين، يقومون بمثل هذه الخطوات والأفعال والمبادرات.