المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
هل سنشهد احتجاجات “سَلَفية وحزبية” في الثاني والعشرين من كانون الأول؟
بالعناق والهتافات المؤيدة، استقبل الشعب اللبناني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارته إلى العاصمة بيروت لتفقد أضرار انفجار المرفأ الكارثي. في المقابل امتنع عن مصافحة الرئيس عون في المطار بحجة فيروس كورونا.
بدوره كتب الرئيس الفرنسي، باللغة العربية، عبر حسابه على تويتر: “بحبك يا لبنان”، وطالبته الجماهير اللبنانية بترجمة ذلك “الحب” إلى دعم لبنان، والتخلص من الطبقة السياسية، التي يتهمونها بالتسبب بما تشهده البلاد من تدهور اقتصادي حاد.
هي ثالث زيارة يجريها إلى لبنان، وللمرة الثالثة يُحرج الرجل دون خجل وحياء، ينام على كلمة “نعم” و” تمّ” ثم يعود الى قصر الاليزيه في فرنسا ” آكل الضرب”!. فجلّ ما يريده هذا الرئيس القلِق على لبنان هو انتزاع حكومة مهمة لإنقاذه. رغم ذلك لم تفلح الضغوط التي مارسها على الطبقة السياسية اللبنانية لإجراء إصلاحات وتقديم حكومة نزيهة وفعالة.
كيف سيكون الاستقبال هذه المرة ؟
أثار ماكرون، غضب المسلمين عموماً بعد دفاعه عن الرسوم المسيئة للرسول، عقب مقتل المُعلم الفرنسي الذي قام بعرض الرسوم، ثم قُتل على يد أحد طلابه المسلمين.
فما قصده، أنه يفرّق بين الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف، وان “الإسلاموفوبيا” منتشرة حالياً في أوروبا والعالم الغربي عموماً، ربما لأسباب انتخابية صِرفة بعد تراجُع أسهمه مقابل اليمين المتطرف التي تتصاعد حظوظه وشعبيّته في أوساط الرأي العام الفرنسي.
فيما كانت ردّة الفعل الشعبية أكثر قوة في العموم، وعلى المستوى الإسلامي.
بدءاً من الهجوم العنيف الذي شنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الفرنسي، وبالتالي كان وقع تأثيره إيجابياً لدى الشارع السُنّي اللبناني، وتحديداً على الشارع الطرابلسي.
على اثره، نظم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية تظاهرة أمام السفارة الفرنسية في بيروت تنديداً بالإساءة ، داعين الحكومات العربية والإسلامية إلى قطع علاقاتها مع فرنسا وطرد السفراء الفرنسيين من عواصمها، وطالبوا الرئيس الفرنسي بالاعتذار فوراً.
بدوره اتهم “حزب الله” السلطات الفرنسية باتباع موقف يشجع على الإساءة المتعمدة داعياً إياها إلى “التعقل والحكمة والاحترام الصريح للأديان والقيم الدينية”.
تتصاعد الانقسامات المذهبية، ووتيرة الخطاب الطائفي، خصوصاً في فضاء الإنترنت حيث تتفاقم أصوات المتطرّفين وتنتشر الرسائل العدائية والصور العنيفة على مدار الساعة الحادّة بين الأطراف. نجحت الجهات المحرضة الى خلط الفكر الاعتدالي مع المفاهيم المتطرفة، وتوحد المُسلمون سُنّةً وشيعةً على “عدو القرن” الا وهو ايمانويل ماكرون، والتي تقف وراءهم ولاءات خارجية باتت معروفة لدى الرأي العام !.
يبقى السؤال هل سنشهد احتجاجات “سَلَفية وحزبية” في الثاني والعشرين من كانون الأول، رفضاً لزيارة دبلوماسية رفيعة المستوى ممثلة بالرئاسة الفرنسية؟ بعد حالات من الغضب المتصاعدة، والتي تتهيأ على منصات التواصل الاجتماعي.
وهل ستقوم احتجاجات مُفترضة، تكون مهمتها نسف الدور الفرنسي الريادي والسياسي في لبنان ؟ تستغلها الأطراف اللاعبة على مقاعد الاحتياط، كالسوريين والايرانيين مع انضمام القطريين والأتراك اليهما؟ مما ستؤثر سلباً على الدور الفرنسي في تجييش الدول المانحة لإنقاذ “التايتنيك” اللبنانية، بعد دخول المبادرة في حالةٍ من النوم السريري الطويل.
وهناك غليان لدى الشارع السني، على خلفية تلكؤ الرئيس ميشال عون واتهامه بالعرقلة، في تشكيل حكومة يتولاها “سعد الحريري” زعيمهم الاول في لبنان.
حيث ترى أوساط في ذلك التأخير تغولاً من رئيس الجمهورية ومن صهره النائب “جبران باسيل”، وبظهرهما “حزب الله” على منصب رئيس الوزراء، الذي يتولاه السنة، خاصة أن الأمر يتكرر مع كل تكليف وتشكيل حكومات في زمن العهد القوي.