تسيطر المراوحة على الأداء السياسي الراهن بما لا يرتقي مع حجم الكارثة الواقعة، وما عاد التحذير من المخاطر المحدقة ينفع أمام الهوة السحيقة التي لا تجد قعرا تستقر عليه، فيما فوتت الطبقة الحاكمة كل الفرص المتاحة للإنقاذ لصالح التمسك بمكتسبات السلطة ومغانمها تاركة المسار الانحداري يهوي إلى المجاعة والتشرد بعد شهور قليلة.
بقي الرهان على الخارج خيارا وحيدا أمام الواقع السياسي الغارق بالارتباك والارتكابات والخلافات على انواعها أملا بمحاولة او مبادرة إنقاذية ما، خصوصا بعدما تم إفراغ المبادرة الفرنسية من محتواها وتسويف أهدافها عبر استنزاف الوقت.
في هذا المضمار، يبرز دور الجوانب الإقليمية التي تساهم في إنتاج حلول او في وضع العراقيل أمام مطلق حل، لتصبح النتيجة على المشهد الحالي حيث تتخبط القوى السياسية دون أن تنجح في تشكيل حكومة منذ آب المنصرم
.
في هذا المجال، تشير أوساط سياسية مطلعة على وجوب توافر الحد الادنى من التفاهم الإقليمي والدولي حيال الوضع اللبناني من أجل التخفيف من حدة الاستقطاب السياسي الحاد.
هذا ما يساهم حكما في وضع الازمة اللبنانية على قائمة الانتظار أمام المواجهة المفتوحة عسكريا وأمنيا على إيران المعطوفة على مرحلة انتقالية لإدارة البيت الأبيض.
لا يزال لبنان بمنأى عن لهيب الحرب المفتوحة التي تخوضها واشنطن لتصفية نفوذ محور إيران في سوريا والعراق حيث صولات وجولات من الاغتيالات والعنف الدموي، لكن هذا لا يبدد المخاوف من وضع لبنان في فم التنين في لحظة إقليمية حرجة.
في هذا الصدد، أشارت مصادر متابعة للوضع اللبناني بقلق بالغ إلى تطورات داخلية في عمق إيران قد ترخي بثقلها على لبنان، خصوصا بعد المعلومات المتسربة عن انتقال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى إيران عقب تدهور صحة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.
المصدر: لبنان 24