الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان اليوم"خط راي وليس هوف".. الوسيط الأميركي يروي كيف رُسمت الحدود البحرية

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

“خط راي وليس هوف”.. الوسيط الأميركي يروي كيف رُسمت الحدود البحرية

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

روى السفير الأميركي السابق فريدريك هوف رحلة وساطته بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية خلال الفترة الممتدة بين العامين 2010 و2012، وصولاً إلى رسم ما يُعرف بـ”خط هوف”.

وفي المقال المنشور على موقع مجلة “نيوزلاين”، كشف هوف أنّه لم يكن مدركاً للأزمة البحرية التي كانت تعتمل قبل تواصل السفيرة الأميركية السابقة إلى لبنان مورا كونيلي معه في أواخر العام 2010. وقال هوف: “وصفت (كونيلي) المخاطر المحتملة بوضوح شديد”، مضيفاً: “حثّتني على مساعدة الجانبين على التوصل إلى حل وسط: خط واحد يُتّفق عليه ويقسم مناطقهما الاقتصادية الخالصة- خط واحد يرفعه كل منهما بشكل منفصل إلى الأمم المتحدة، فيتم بالتالي تفادي التعقيد الذي تنطوي عليه مطالبة طرفيْن معادييْن رسمياً التوقيع على الوثيقة نفسها”.

وخلال حديثه عن أعضاء فريقه، أبرزَ هوف دور “الخبير الأميركي الرائد في جميع أنواع الحدود البرية والبحرية”، الراحل رايموند ميليفسكي، معتبراً أنّه كان “الشخصية التي أوصلت هذه الوساطة إلى شفا النجاح”. وأضاف هوف: “وإذا كان باستطاعة لبنان وإسرائيل اليوم إكمال العمل الذي علّقاه في العام 2012، فإنّ الطرفيْن مدينان بالكثير لمعرفة الراحل راي ميليفسكي وإبداعه ولياقته”.

توازياً، أقرّ هوف بأهمية دور فريقيْ التفاوض اللبناني والإسرائيلي وبقيادتهما “الرائعة” وبـ”تفوقهما المنهجي”. في ما يتعلق بلبنان، لفت هوف إلى أنّ الوساطة بدأت عندما تولى سعد الحريري رئاسة الوزراء، مشيراً إلى أنّ الأخير عيّن مستشاره للسياسة الخارجية والسفير الأميركي السابق إلى الولايات المتحدة الراحل محمد شطح ليكون “أرفع جهة اتصال حكومية”. وعن شطح، كتب هوف: “كان محمد ودوداً لكنه كان صارماً في إصراره على أنّ لبنان سيدافع عن حقوقه”.

وتابع هوف قائلاً إنّ شطح شاطره وجهة نظره القائلة بأنّ المنظومة السياسية في لبنان ستسعى إلى “سرقة عائدات النفط والغاز المستقبلية” وبالتالي “فضّل اتباع “مقاربة ألاسكا” التي يتم بموجبها توزيع الواردات على كل لبناني بالغ مباشرة”. وهنا أضاف هوف: “ما لا شك فيه أنّ طريقة التفكير هذه أفضت إلى اغتيال شطح في العام 2013”.

وعن فترة تولي الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة في العام 2011 بعد الحريري، كتب هوف: “(..) كان نظيري اللبناني الأرفع والأساسي جو عيسى الخوري”، مضيفاً: “ومثلي، لم يكن جو خبيراً في الخلافات البحرية. ولكنه سرعان ما أصبح كذلك، وكان يحظى بثقة رئيس الحكومة الكاملة”. وتابع هوف: “أثبت أنّه محاور رائع حتى بلغت الوساطة خواتيمها”. كما تناول هوف دور اللواء الركن عبد الرحمن شحيتلي فوصفه بـ”الضابط بالغ الكفاءة”، مشيراً إلى أنّ نائب رئيس الأركان للتخطيط العميد الركن البحري جوزف سركيس كان “أحد أكثر الأفراد تميّزاً على المستوى المهني بين الذين التقيتهم خلال الوساطة”. وكتب هوف: “خلال لقاءاتنا الكثيرة في مقر الجيش اللبناني الرئيسي، واصل تميّز الفريق مهنياً وعلمياً وقانونياً وديبلوماسياً إثارة إعجابنا”.

بالعودة إلى ميليفسكي، قال هوف إنّه علّمه أنّ ما من صيغة واحدة تناسب الجميع لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها، كاشفاً أنّه “لعب دوراً أساسياً في إقناع الخبراء الإسرائيليين أنّ نظراءهم اللبنانيين ليسوا لصوصاً نهمين”، بحسب ما كتبه.

وإذا أكّد هوف أنّه كان حائراً في ما ينبغي أن يقترحه “لأنّ الجانبيْن دافعا عن قضيتيهما برصانة”، روى مسار التوصل إلى “خط هوف”، متذكراً فكرة كان ميليفسكي عرضها في واشنطن، حين اقترح أن تتظاهر الولايات المتحدة بأنّها لبنان، في حين تلعب المكسيك دور إسرائيل، أو أن تكون الولايات المتحدة إسرائيل، أمّا كندا فتكون لبنان.

وتابع هوف قائلاً إنّ ميليفسكي “قاد عملية إجراء الحسابات ورسم خطاً”، كاتباً: “لتجنّب إثارة الجدل حول الطرف الذي يمتلك الصخور عند قاعدة منحدر راس الناقورة/ روش ها-نيكرا- وهي منطقة لم تُمسح مطلقاً لأغراض ترسيم الحدود أو خط الهدنة أو الخط الأزرق- بدأ برسم خطه على بعد 3 أميال (4.82803 كيلومترات) من الشاطئ”.

وتابع هوف: “ونعم، امتد بين الخطوط اللبنانية والإسرائيلية التي تأرجحت بالطبع جنوباً وشمالاً على التوالي”، مضيفاً: “تقاطع خط راي مع الخط القبرصي بنسبة 60% نزولاً من التقاطع الإسرائيلي-القبرصي وصولاً إلى التقاطع اللبناني-القبرصي”، تاركاً بذلك نسبة تزيد عن 55% بقليل للجانب اللبناني.

وبعدما أثنى هوف على الخط الذي رُسم وفقاً لمبدأ 55% و45% على التوالي ووصفه بأنّه “أكثر جاذبية” من خط يقسم المنطقة بالتساوي، روى كيف تم إبلاغ الجانبيْن اللبناني والإسرائيلي باستعداد واشنطن تقديم مقترحها.

وأوضح هوف أنّه تم إقناع السفارة الأميركية في لندن باستضافة الوفود لعقد اجتماعات مع اللبنانيين والإسرائيليين، فتم الاجتماع في 23 و24 نيسان من العام 2012. وتابع هوف كاشفاً أنّه أطلع الجانب اللبناني أولاً، معلقاً بالقول: “أنصت جو وفريقه بعناية، وطرحوا الكثير من الأسئلة (تولى راي الإجابة على معظمها)، وبدوا محبطين بعض الشيء”، وذلك بسبب عدم حصول الجانب اللبناني على نسبة 100%، بحسب ما أشار الموفد الأميركي لاحقاً.

في ما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، قال هوف إنّه لم يكن أكثر حماسة من الجانب اللبناني، ناقلاً عن السفير الإسرائيلي عوديد عيران قوله: “سأوجز القيادة قريباً وسأتحلى بالإيجابية قدر المستطاع. لكن، كما تعلم، لسنا معتادين على تسوية نحصل بموجبها على 45% من أي شيء”.
هوف الذي قال إنّ إسرائيل كانت مستعدة لقبول خط التسوية شرط موافقة لبنان، استذكر الخطوات التي تلت إبلاغه الجانب اللبناني بالمقترح الأميركي، مشيراً إلى أنّه لم يكن ثمة معارضة جوهرية، باستثناء إصرار الرئيس السابق فؤاد السنيورة على تولي الأمم المتحدة جهود الوساطة.

ولفت هوف إلى أنّ الرئيس ميقاتي أبلغه نيته القبول بعد إجماع الحكومة، إلاّ أنّ المسألة لم تُطرح للتصويت في مجلس الوزراء.

في ختام مقالته، تناول هوف نجاح واشنطن في إحياء وساطتها في ترسيم الحدود، قائلاً: “حظي “خط هوف”- ينبغي أن يُسمى “خط راي”- ببعض الاهتمام في الصحافة”. وبعد 3 جولات، لم يُسجل أي اختراق. ولكن، على الأقل، يتواجد الفريقان في الغرفة نفسها في مقر اليونيفيل، وهذا أمر رفضته إسرائيل قبل عقد من الزمن”.

وعلى الرغم من إقرار هوف بفشل الوساطة الأميركية بين العامين 2010 و2012، ألمح إلى أنّها تُعدّ إنجازاً ديبلوماسياً كبيراً، خالصاً إلى ما يلي: “منحهم راي كل ما يحتاجون إليه الآن للموافقة. ويمكن عبر تكريم ذكره لذكراه، التوصل إلى سيناريو مربح للجانبيْن- وهذا أندر الأحداث في منطقة الشرق الأوسط”.

المصدر:لبنان 24

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة