المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
مهمة ماكرون شبه مستحيلة…
حينما وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت، بعد ساعاتٍ من انفجار مرفأ العاصمة، معزّياً ومتضامناً، كانت التفاصيل والتصريحات التي أحاطت بالزيارة تُشير إلى أبعد من التعزية والتضامن والدعم، كتشديده على ضرورة إعادة بناء نظام سياسي جديد في لبنان، وتأكيده أن بلاده لن تعطي شيكاً على بياض لسلطة فقدت ثقة شعبها، داعياً إلى “إعادة بناء ميثاق لبناني جديد”.
في الزيارة الثانية، لم يغادر ماكرون بيروت إلا بعد أن جرى الإعلان عن التوافق مع القوى السياسية اللبنانية على خارطة طريق تتضمن تشكيل حكومة بمهمة محددة مؤلفة من شخصيات ذات “كفاءة” تلقى دعم الأطراف السياسية وتَنْكبّ على إجراء إصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم دولي.
– زيارة رقم (٣)
سيعود الرئيس الفرنسي، في 23 كانون الأول إلى لبنان في زيارة ستكون الثالثة له بعد انفجار المرفأ، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
مهمة ماكرون شبه مستحيلة، وعودة على أهم الملفات التي ستطرح على طاولة النقاش بين ماكرون والقادة السياسيين . من ضمن هذه الملفات العقبات التي تقف امام تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري، لكن كل العمل الدبلوماسي الذي تقوم به فرنسا، غير كافٍ لحل الخلافات بين الفاعلين السياسيين.
– خداع ماكرون
بعد اتهامه لهم “بخيانة” تعهداتهم بتشكيل حكومة جديدة، وتخليهم عن التزاماهم من أجل مصالحهم الشخصية. وقد صرح في مؤتمر صحافي في باريس “لا حزب الله ولا حركة أمل يريدان تسوية في البلاد، فكلاهما لم يقدما تنازلات من أجل تشكيل الحكومة، متحدثاً عن “فرصة أخيرة” للمسؤولين اللبنانيين للوفاء بما وعدوا به.
لذلك من واجب الأطراف الأخرى الدولية والعربية اليوم، مساعدة الرئيس الفرنسي على إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية، لتدخل البلاد بعد ذلك مرحلة جديدة خالية من الفساد، وهو أمر لا يجب أن يغيب عنه الطرف العربي أبداً، خاصة وأن جهاتٍ أخرى مثل إيران ومعها تركيا سوف تحاول استغلال التفجير للتعمق أكثر في الأزمة اللبنانية من بوابة المساعدات الإنسانية، لكن الأهداف الباطنية من وراء ذلك ستكون حتماً سياسية وعسكرية. فكلتا الدولتين تسعيان لمدّ نفوذهما أكثر على الخارطة اللبنانية، وهو أمر يجب ألا يحصل خاصة إذا نظرنا إلى ما آلت إليه الأوضاع في سوريا والعراق في السنوات الأخيرة.
– الضغط على الحريري وباسيل
اما على صعيد “الحلحلة” في تشكيل الحكومة، من المعلوم ان النائب جبران باسيل أوحى بأنه مع تسهيل تشكيل الحكومة، لكن بشروطه التي يعتبرها بمثابة خريطة طريق، محذراً من أن عدم الالتزام بمعايير واحدة تُعتمد في تشكيلها سيؤخر ولادتها، وأن من يؤخرها يتحمّل المسؤولية، وهذا ما يشكّل انقلاباً على المعايير التي ينطلق منها الحريري.
ومن جهته الحريري لن ينساق لشروط باسيل، إن لناحية عدد الوزراء أو لجهة تسمية الوزراء،. فهل ينتظر الحريري من جهة وباسيل من جهة أخرى، امانويل ماكرون ليهبط بطائرته الرئاسية للضغط على الرجلين فيجتمعان ويتصالحان ويتقاسمان الادوار، بمباركة “حزب الله” مع خلط جديد لأوراق التفاهمات القائمة.