المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
اثبتت الدراسات ان البراكين لها تأثير مباشر على غلافنا الجوي ودرجات الحرارة , وهذا التاثير يكون من خلال الرماد البركاني وغاز ثاني اوكسيد الكبريت الذي تقذفه البراكين في طبقات الغلاف الجوي , وهذا الغاز عندما ينتشر في الغلاف الجوي ويمتزج مع بخار الماء يشكل بطبيعة الحال ما يعرف بالهباء الجوي , والذي يقوم بدوره بعملية عكس جزء من اشعة الشمس الساقطة على الكرة الارضية وتشتيتها بعيداً , مما يعمل على زيادة الفقد الحراري في الغلاف الجوي , ولقد سجلت عدة مراكز مناخية عبر التاريخ انخفاض واضح على درجات الحرارة بعد ثوران عدة براكين ضخمة .
وحقيقة ان اكبر التأثيرات على الغلاف الجوي سجلت عند انفجار براكين موقعها يكون قريب من خط الاستواء , ولعل اشهر هذه البراكين كان بركان بيناتوبو الذي ثار عام 1991 وبركان كراكاتوا عام 1883 , حيث ان هذه البراكين تسببت في اكبر اضطراب ستراتوسفيري في السجلات .
ومن الجدير بالذكر بانه وخلال الايام القليلة الماضية , ثارت عدة براكين قريبة من خط الاستواء , ووصلت ارتفاع اعمتدها الى اكثر من 50000 قدم ما يعادل 15.2 كم في الغلاف الجوي.
وكان ابرز هذه البراكين :
1- ثوران بركاني شديد الفعالية في ستراتوفولكانو “ليوتولو” في تمام الساعة 01:50 UTC في 29 نوفمبر ، إندونيسيا , وصل ارتفاع العامود الدخاني الناتج من البركان الى اكثر من 50000 قدم , تقريبا 15.2 كم .
تظهر الصورة التالية السحابة الضخمة من الرماد البركاني الذي اطلقه بركان ليوتولو في اندونيسيا
وصلت الجسيمات المقذوفة من ليوتولو حسب اخر التقارير الى طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي , وهذا من شأنه ان يعمل على تبريد مباشر على الكرة الارضية .
2- وفي يوم 30 نوفمبر 2020 انفجر بركان سيميرو ايضا في اندونيسيا ” انفجار عالي الفعالية ” , وافادت التقارير ان الرماد البركاني وصل لأرتفاع اكثر من 50000 الف قدم ما يعادل 15.2 كم .
هذا وقد سجل ثوران العديد من البركاين خلال الايام الماضية وحتى تاريخ اليوم , كان ابرزها اليوم حتى الان :
1- بركان ريفينتادور في الاكوادور , وصل ارتفاع الرماد البركاني المقذوف الى اكثر من 4 كم – بتاريخ 3 ديسمبر 2020
2- بركان سابانكايا جنوب البيرو , وصل ارتفاع الرماد البركاني المقذوف الى اكثر من 7 كم بتاريخ 3 ديسمبر 2020
3- بركان سانجاي في الاكوادور , وصل ارتفاع الرماد البركاني المقذوف لأكثر من 6 كم بتاريخ 3 ديسمبر 2020
4- بركان فويغو في غواتيمالا , وصل ارتفاع الرماد البركاني المقذوف لأكثر من 4.6 كم بتاريخ 3 ديسمبر 2020
—
ومع هذا النشاط الكبير للبراكين .. يتوقع ان يحدث تبريد ملحوظ في طبقات الجو ” نتيجة لمحصلة ما تطلقه هذه البراكين مجتمعة من غازات ورماد بركاني نسبة الى الزمن ” , بحيث يتوقع ان تتأثر مخرجات نماذج الطقس بهذا التبريد بفترة تبدأ بحوالي اسبوعين من الان ,
وقد تنقلب انظمة الغلاف الجوي بشكل كبير خلال الفترة القادمة , لتقل دقة توقعات الطقس نسبياً ” خصوصا التوقعات متوسطة وبعيدة المدى ” نتيجة لهذه المؤثرات المباشرة على الغلاف الجوي
وحقيقة لا يمكننا الان التنبؤ بما يمكن حدوثة بدقة , خصوصا ان كمية الغازات المنبعثة من هذه البراكين لم يتم احتسابها بدقة حتى الان , اضافة الى ان بعضها ما زال ينفث كميات كبيرة من الغبار البركاني في الغلاف الجوي .
ولكن ما يمكننا استشعاره هو ان العديد من المناطق ستتأثر ببرودة كبيرة وغير معتادة , ومناطق كثيرة ايضاً ستزورها الثلوج بصورة غير معتادة او نادرة ان صح التعبير
لذلك سنكون معكم بتقارير وتغطية مباشرة اولاً بأول باذن الله
والله اعلى واعلم
المهندس احمد العربيد
مصدر بيانات البراكين : volcanodiscovery