توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى اللبنانيين برسالة الجمعة لهذا الأسبوع وأبرز ما جاء فيها: “الدين واجب وضرورة، اتقوا الله يا من تعاقبتم على حكم البلد وتناوبتم على سرقة الدولة ومرافقها فنهبتم أموالها وأكلتم حقوق الناس فجوعتموهم وحرمتموهم حتى حبة الدواء، وأوقعتموهم في مآزق وأزمات معيشية واقتصادية واجتماعية مالية ونقدية ومصرفية لم تعد مقبولة، ولا يمكن السكوت عنها أو إدارة الظهر لهذا الواقع المأساوي والمأزوم”.
ووجه المفتي قبلان تساؤلات للسياسيين بالقول: “إلى متى تناورون أيها السياسيون، وإلى أي حد ستستمرون في خذلان شعبكم ووطنكم وتقويض وتطويب دولتكم؟ ألم يحن الوقت بعد لأن تراجعوا حساباتكم وتقولوا لأنفسكم كفى فسادا، كفى طائفية، كفى ظلما، كفى انقسامات ونكايات، كفى نهبا وسرقات وصفقات ومحاصصات. فالبلد لم يعد يحتمل، والناس لم تعد قادرة على التحمل، فلنسرع جميعا إلى موقف يجمعنا في التطلع نحو رؤية وطنية ضامنة، وخطة إنقاذية، تعبر بنا بخطى ثابتة نحو ضفة آمنة، تؤسس لنقلة نوعية باتجاه وطن حاضن ودولة واعدة، وحكومة بمؤهلاتها وكفاءاتها قادرة أن تقود السفينة نحو شاطئ الأمن والأمان، وتحميها من الغرق في لجة الأنواء التي تعصف بالمنطقة، وتؤشر لمشهدية جديدة من المآسي والنكبات والويلات”.
وتابع: “لذلك، وليس من باب التخويف أو التهويل، ولكن من المؤكد أن لبنان الماضي قد انتهى، ونحن الآن أمام مخاض لبنان الهجين، لبنان المفلس، لبنان الملعب، لبنان الهوية الضائعة، لبنان الفوضى، لبنان المأزوم بخلفيات دولية وإقليمية ومحلية تريد للبنان أن يسقط في أزماته، من أجل إعادة تكوينه على أساس فدراليات ومتاريس نفوذ تخدم التحول العربي الإسرائيلي الذي كرس جغرافيا العرب وأسواقها وأمنها لصالح تل أبيب”.
وحذّر “اللبنانيين من قرار دولي إقليمي بإغراق البلد بالأزمات، فما يجري حولنا من اقتطاع سوريا عن لبنان، وخنق الممرات الشرقية، ومحاصرة لبنان بالمبادرات، خاصة العربية، هي أكبر دليل على أن لبنان مقبل على أزمات مفصلية وعلى سياسات استنزاف هائلة”.
المصدر:الوكالة الوطنية