مع اقتراب موعد تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الرئاسة من الرئيس دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل، نشرت صحيفة “ديلي صباح” التركية تقريراً لم تستبعد فيه إمكانية تطبيع العلاقات التركية-السعودية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، مؤكدةً أنّ تأثيرها سينعكس على منطقة الشرق الأوسط.
أحمد أويصال، وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط “أورسام”، توقع مرحلة جديدة من العلاقات التركية-السعودية، إذا ما اتخذت المملكة موقفاً “أكثر عقلانية” على مستوى أولويات سياستها الخارجية في ظل الضغط المتوقع أن تمارسه الإدارة الأميركية الجديدة.
ورأى أويصال أنّ ما من داعٍ للنزاع بين القوتيْن الإقليميتْن “إذ يمكنهما التعاون على صعيد العديد من المسائل في المنطقة شرط تخلي السعودية عن موقفها غير العقلاني”، مضيفاً: “الأمر كله يتعلق بإرادة البلاد ورؤيتها. وتركيا ستكون مستعدة لتعاون مماثل”.
الصحيفة التي ذكّرت بمسار تدهور العلاقات التركية-السعودية بعد اندلاع ثورات الربيع العربي مروراً بفوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية وتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد ومقاطعة قطر ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ووصولاً إلى مقاطعة البضائع التركية في السعودية، نقلت عن مدير قسم العلاقات الخارجية في جامعة أولوداغ، تيار أري، توقعه أن تشهد السياسة الخارجية الأميركية في عهد بايدن تغيراً ملحوظاً. وأوضح أري أنّ بايدن عارض بشدة كما حزبه سياسة ترامب الخارجية، كما أنّه يعد بالتغيير.
وقال أري: “يبدو أنّ أحد هذه التغييرات في السياسة الخارجية يتعلق بالسعودية. في المرحلة الجديدة، قد تعترف الإدارة الأميركية بالملك سلمان باعتباره الممثل الأساسي للسعودية عبر إبعاد (الأمير) محمد بن سلمان، الذي يُعتبر الجهة المسؤولة بشكل أساسي عن مقتل خاشقجي”. وتابع أري: “مثلّت قمة العشرين الأخيرة مؤشراً إلى ذلك”، مبيناً أنّ العاهل السعودي مثّل السعودية في القمة الأسبوع الفائت، في حين كان بن سلمان الممثل الأساسي في العامين 2018 و2019 على التوالي.
بالعودة إلى بكير، قال إنّ السعوديين يريدون الاستعداد لسيناريو يرزحون بموجبه تحت ضغط كبير من جانب إدارة بايدن على خلفية دورهم في اليمن والأزمة الخليجية والعلاقات مع إيران ومقتل خاشقجي، وذلك عبر الالتفات باتجاه تركيا.
في ما يتعلق بأري، فتوقع تطبيعاً وتحسناً في العلاقات السعودية-التركية، إلا أنّه استبعد حصول تغييرات جذرية، محذراً في الوقت نفسه من أنّ حصول أي تغيير في السياسات السعودية سيؤثر بشكل أكبر على أعضاء التحالف الإقليمي، لا سيما الإمارات ومصر.
وقال أري: “أتوقع فترة من التطبيع وتحسن العلاقات مع السعودية في ظل إدارة الملك سلمان. يولي (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان أهمية كبرى للسعودية ويتعاطى معها بحساسية”.
في السياق نفسه، قال أويصال: “خلال هذه الفترة، سيرزح بن سلمان تحت الضغط، وستُضطر السعودية إلى اتخاذ موقف أكثر طبيعية في ما يتعلق بسياساتها. في المقابل، ستظل تركيا في موقفها نفسه”. أمّا بكير فأكّد أنّ تحسن العلاقات السعودية-التركية سينعكس إيجاباً على اللاعبيْن الإقليميْن وعلى الشرق الأوسط برمته، محذراً من أنّ المعارضين لهذا السيناريو كثر في الرياض وأبو ظبي على السواء.
قبيل قمة الـ20.. الملك سلمان والرئيس أردوغان يتفقان على حل الخلافات بالحوار
اتفق العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وأردوغان الجمعة الفائت على جعل قنوات الحوار مفتوحة لحل الخلافات وتحسين العلاقات بين البلدين، وجاء الاتفاق خلال مكالمة هاتفية قبل انطلاق قمة مجموعة الـ20.
والسعودية وتركيا عضوان في المجموعة الاقتصادية التي تضم أكبر 20 اقتصاد في العالم.
وكان العاهل السعودي قد أمر قبل أسبوعين بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى تركيا لصالح المتضررين من الزلزال الذي ضرب ولاية إزمير غربي تركيا نهاية الشهر الماضي.