في الوقت الذي يستوطن فيه الظلام ساعات طويلة نتيجة أزمة الكهرباء، لا تنطفئ أضواء المولدات التجارية التي انتشرت كالنار في الهشيم بكافة المناطق اللبنانية، كمشاريع تدر أرباحاً طائلة.
نجح أصحاب تلك المولدات في استثمار ازمة الكهرباء، في ظل غياب دور لوزارتي “الطاقة والاقتصاد”، وهي من الجهات الرقابية، منذ بداية انتشار هذه الخدمة، واستغلال حاجة المواطن الذي لا حول له ولا قوة، وابتزازه !
فقدرة شركة كهرباء لبنان على الإنتاج لا تتخطى حوالى ألفي ميغاوات من الكهرباء سنوياً فيما يحتاج لبنان فعلياً الى ثلاثة آلاف وستمئة ميغاوات تؤمنها ما بات يوصف “بمافيا مولدات الكهرباء”، التي تقف حجر عثرة أمام أي مشروع إصلاحي للقطاع وتنشط بالتواطؤ مع المراجع السياسية وبات لديها خطوطها الخاصة للنقل والتوزيع والجباية مع العلم أنها لا تدفع أية ضرائب.
– لا يهابون الدولة ويسرقون
في حال فرض اي محضر ضبط او حجز، أو التدخل في عملهم، يهددون دائماً بإطفاء المولدات أو زيادة التسعيرة على المواطن نفسه، ليتحمل هو تكاليف ما تضعه الحكومة علينا كما يقولون!
فهناك جهاتّ كثيرة تتحدث عن استغلال أصحاب المولدات للتيار الكهربائي الواصل من الشركة وإعادة بيعه للمواطنين من جديد على اعتبار أنه من المولد. ولم تقف التجاوزات عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى سرقة كهرباء الشركة وبيعها للمواطنين على أنها كهرباء خاصة.
– يستغلون المواطنون الذين لم يركبوا العدادات.
جاء ارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء، ليزيد من أعباء ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي، ويرفع معه أسعار الاشتراكات الشهرية في المولدات الكهربائية، وهناك مواطنون ليس بمقدورهم تركيب العدادت بسبب الازمة المعيشية المتفاقمة، بحيث بات ثمن العداد مرتبط بالدولار وسعر الصرف أي حوالي ال ٣٠٠ الف ليرة.
فبالرغم من تحسن التغذية من جهة وانخفاض اسعار المازوت من جهة ثانية، وصلت الفاتورة الى سابقة لم تبلغها قط، حيث بلغ سعر تعرفة المولدات الكهربائية للمشتركين بقدرة 5 أمبير، في بعض المناطق، الى 200 الف ليرة وللـ10 امبير 360 الف ليرة.
خلاصة القول : إن حجم هذه المافيا ضخم ومتشعب ومرتبط بشبكة علاقات على كل المستويات من زعماء ومسؤولين ورؤساء بلديات وشخصيات، استطاعت من خلالها بسط سلطتها على الأحياء وفي الشوارع، والبعض منها عمد على احتكار مدن وقرى بالعشرات، فهذه المافيا التي تشعر بفائض القوة لا تقيم وزناً للدولة لا بل تعتبرها جزءاً من أدواتها. وعلى ظهرك يا مواطن ابني “امبراطوريتي”.
المصدر: الكلمة أونلاين – شادي هيلانة