هددت اسرائيل بوقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بعد توسع الهوة بين الفريقين حول المساحة التي تعود للبنان، واتهمته بتغيير موقفه 7 مرات في موضوع الترسيم، محذّرة من ان تصل المفاوضات الى الطريق المسدود وعرقلة مشاريع التنقيب اذا لم يلتزم لبنان مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على اساس ما اودعته اسرائيل ولبنان للامم المتحدة. ردت بيروت على مزاعم تل ابيب نافية تغيير موقفها. فهل توقف اسرائيل المفاوضات؟
العميد المتقاعد انطون مراد أوضح لـ”المركزية” “أن مزاعم اسرائيل حول تغيير لبنان رأيه سبع مرات غير صحيحة، والمرة الوحيدة التي بلّغ فيها لبنان عن حدوده كانت عام 2010 حين بلّغ عن الخط الجنوبي وعام 2011 حين بلغ عن كامل الحدود وضمناً الجنوبية وبالتالي لم يكن تغييراً بل تأكيد على الخط. ومجددا، عند انطلاق المفاوضات عام 2020 قام لبنان بالتعديل الاول، لأن المرسوم رقم 6433 يسمح له، في حال ظهرت معطيات جديدة، ان يعدّل إحداثياته، وتبين ان القانون يسمح له بعدم احتساب صخرة تيخيليت وهذا ما حصل”.
اما موضوع وقف المفاوضات، فأكد مراد “ان العدو الاسرائيلي يحاول ان يجر لبنان نحو وقف المفاوضات، لأنه لن يبادر من جهته الى اتخاذ هذا القرار، بل يهمه ان يظهر لبنان وكأنه هو من يعرقل. لذلك من المهم جداً ألا يقع لبنان في هذا الخطأ ويبادر بنفسه الى وقف المفاوضات”، مشيرا الى “ان اسرائيل تحاول تلبيس وقف المفاوضات للبنان، حتى تؤلب عليه الموقف الدولي اي الامم المتحدة والولايات المتحدة، حتى تقول ان لبنان بلد غير موثوق”، مشددا على “ان لبنان لديه مئة سبب وسبب لعدم وقف المفاوضات، وعلى من يطالب في لبنان بذلك، ان يتنبه بأنه يخدم عن غير قصد العدو الاسرائيلي، لأن هذا ما يريده”.
وعن تغريدة وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينيتز بأنه “على قناعة بأنه لو استطاع الطرفان الالتقاء وجها لوجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل اجراء مفاوضات علنية أو سرية، لكانت لهما فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وللأبد، وبذلك المساهمة في تعزيز مستقبل الشعبين الاقتصادي ورفاهيتهما”، قال مراد “العدو الإسرائيلي يريد عن خبث أن يتهّم الوفد اللبناني بالتعرّض لضغوط في لبنان، المشكلة اننا في مفاوضات ومن المفترض على العدو الاسرائيلي ان يقول ما لديه من معطيات، لكنه هنا لا يفاوض بل يحاول ان يعتمد سياسة الالتفاف وتشويه سمعة لبنان زاعماً بأنه يبدل رأيه وأنه غير موثوق”. موضحًا أن لبنان كان امام خيارين عند انطلاق المفاوضات، اما ان يسير بالخطأ اي في نقطة الـ23 او ان يكون لديه جرأة بالمجاهرة بحقه والسير قدما نحو تحقيق هذا الهدف فاختار الخيار الثاني. المطلوب من الاسرائيلي ان يتحدث بالقانون، لأنه حتى الآن يعتمد منطق القوة، فيما لبنان يطلب منه ان يعتمد قوة المنطق”.
وختم مراد: الملاحظ ان السلطة السياسية في لبنان تتصرف من موقع المتفرج وليس اللاعب وتترك الجيش اللبناني يصارع لوحده في المعركة، في وقت نرى العدو الاسرائيلي ناشطاً ويشغّل كل اسلحته. لم نسمع اي موقف يدعم موقف لبنان سواء من وزير او رئيس حكومة، باستثناء بيان رئاسة الجمهورية وهو غير كاف. في حين ان المطلوب من الجميع مساندة الجيش في معركته الوطنية هذه واستخدام كل الوسائل لمساعدته على الخروج منها منتصراً”.
المصدر: المركزية