المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
السبب الرئيسي الذي ساهم في صناعة المأساة اللبنانية وتداعياتها التي نعيشها اليوم، وهو النظام الوطني المفقود الذي يحقق مصلحة الوطن وسعادة مواطنيه، وإنما أُسِسّ أنظمة حزبية دستورها مؤقت وعقيدتها ووطنها الكرسي.
مرّ لبنان بصراعات حزبية دامية وقاسية تسببت في العديد من الويلات والتفاعلات العدوانية.
الرئيس سعد الحريري الذي اسقطت حكومته التحاصصية “ثورة ١٧ تشرين”، ها هو اليوم عاد مجدداً على اكتافها، لا يحل ولا ينش ولا يهش امام جبروت القوى الايرانية، هذه الازدواجية بتبني مطالب الثورة حرفياً، ومن ثم يعود الى المربع الاول قبل سقوطه الاول في عملية التأليف.
هو الذي توعد بآلية جديدة في تغيير النهج الذي اعتمد طوال الاعوام الماضية من سياسات المصلحية الشخصانية على حساب الوطن والمواطن.
فهل يجروُ ويصارح اللبنانيون، في تصريح ناري وبركاني بأنه سيفضح الاسباب المعرقلة ويطلعها على الرأي العام، من اجل انقاذ لبنان من وباء الفساد الاخلاقي السرطاني ؟
هل نثق بالرئيس الحريري انه سيقف امام النهب والسرقة والاحتيال والخداع حتى نشفت خزينة الدولة من الاموال ؟ وبأن يكون اللسان الناطق بأسم المتظاهرين والشهداء الذين سقطوا في انتفاضة تشرين، بتحقيق الوعود التي تنقل لبنان بشكل نوعي في كل المجالات، من اجل تنفيذ مطالب المتظاهرين؟
هل نثق انه القادر باعادة الاموال المنهوبة والمهربة الى الخارج، وهي تعد بعشرات المليارات الدولارية، بأستطاعتها نقل البلد الى الجنة، وتقديم افضل الخدمات، وتوفير فرص العمل للعاطلين، ورفع القدرة الشرائية للمواطنين في تحسين الاجور والرواتب، وانما وصل الحال الى افلاس الدولة.
هل سيقف أمام قوة وجبروت المليشيات الموالية لايران؟.
وبالتالي هذا الدور المتمثل بالازدواجية انعش آمال الاحزاب الطائفية، ان تتنفس الصعداء بعدما احترقت اوراقها، جراء العقوبات، عادت تتمسك بزمام الامور في المشهد السياسي مع غطاء مسيحي عاد والتأم، بعد جهنم العقوبات الذين عادوا واجتمعوا على نارها ؟
وبهكذا تخرج ايران منتصرة من هذه المعمعة، بأن وصايتها ونفوذها على لبنان اصبح اقوى من السابق، بحيث اصبح بمقدورها التفاوض مع القيادة الاميركية الجديدة، وفي جيبها الورقة الرابحة اللبنانيية لتساوم عليها .
خلاصة القول ان الاحزاب ما زالت مهتمة بحماية مصالحها.
ويعتقد الكثيرون ان مع الضغوطات الدولية والتهديد بتجميد أرصدة السياسيين اللبنانيين في الخارج، ستقدم الاطراف تنازلات من أجل تغيير حقيقي!
فمع وجود احزاب لديها اليد العليا في السياسة والاقتصاد في لبنان بسبب نفوذها في قطاعات هامة مثل الأمن والقطاع المالي، الواضح جلياً انها لم تكترث برئيس سني قوي وكتلة سنية قوية.