تجدّدت المخاوف من إقدام إسرائيل على خطوة عسكرية تصعيدية، قد تحصل في الأيام والأسابيع المقبلة ضد إيران وذراعها العسكرية في لبنان «حزب الله». وعزّزت هذه المخاوف التطورات الاقليمة والدولية اثر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، وبالتالي تعمد اختيار استراتيجية زرع الألغام في طريق خصمه جو بايدن. وترافق ذلك مع سلسلة مؤشرات توّجت بما سُرّب أمس، عن رفع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان رسالة رسمية إلى مجلس الأمن، طالبه فيها باتخاذ إجراءات فورية ضد الحشد العسكري لـ«حزب الله» ونشاطه في جنوب لبنان.
العميد المتقاعد خليل حلو، قال لـ القبس إنه في أواخر أغسطس الماضي جرى التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل اعتراض أميركي على بقاء القوات الدولية، لكونها غير قادرة على تنفيذ القرار 1701 في ظل تقاعس الدولة اللبنانية، وتسليم زمام الأمور الى «حزب الله».
وفي ما يتعلّق بجدية المخاوف من تصعيد إسرائيلي في المنطقة، قال العميد حلو ان لبنان هو أقل المناطق عرضة للتصعيد الإسرائيلي، بخلاف سوريا التي لا يمر أسبوعان إلا وتستهدف بغارة إسرائيلية على قواعد تابعة لإيران وميليشياتها. فإيران، وفق حلو، تعمل على استقدام صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ أرض ــــ أرض وذخيرة وعتاد الى سوريا، لكنها تستهدف من قبل إسرائيل باستمرار. في المقابل، يحاول الإيرانيون التصعيد في الجولان من خلال تجهيز خلايا تنفذ عمليات داخل إسرائيل، كما حصل في أغسطس الماضي، عندما قطعت عناصر الحدود وزرعت عبوة، وهذا ما حصل أمس، أيضاً بعد اكتشاف عبوة داخل أراضٍ سورية ومجهزة لاستهداف مناطق إسرائيلية.
ويذكر حلو أن لبنان وسوريا هما «مسرح عمليات واحد» بالنسبة إلى إيران. وطهران تأمل اليوم في تغيير بالسياسة الأميركية، يريحها أكثر مع إدارة بايدن، في حين ستكون إسرائيل مكبّلة وعاجزة عن أي تصعيد، في ظل مفاوضات إيرانية ـــــ أميركية، مهما يكن ساكن البيت الأبيض. وفي حال جرى تثبيت بادين فسيكون أمام إسرائيل شهرين لقيامها بعمل عسكري في لبنان على غرار ما يحدث في سوريا او كما حصل في مرفأ بيروت (يشدد حلو على ان إسرائيل ضربت قاعدة بحرية لـ «حزب الله»، من خلال انفجار المرفأ)، أو كما حصل في انفجار عين قانا الغامض في جنوب لبنان. ومن المؤكد ان ترامب لن يلجم إسرائيل في حال قيامها بمثل هذا التصعيد خلال الفترة المتبقية من ولايته.
لدى سؤال العميد المتقاعد عن تقديراته عن أماكن قد تستهدفها إسرائيل، لفت حلو إلى أن هناك موقعين حيويّين قد تلجأ إلى استهدافهما:
1 – مكان ما بين بعلبك والهرمل، وهو الأكثر ترجيحا لتخزين صواريخ (فاتح 110).
2 – مطار بيروت الذي قد يستهدف بصورة غامضة، كما حصل في المرفأ.