الوكالة الوطنية للاعلام | 2020 – تشرين الثاني – 17
قال الدكتور غسان شري في مقابلة أجرتها معه “الوكالة الوطنية للأعلام”، وهو أحد أهم الأطباء اللبنانيين في ايطاليا الذين عملوا في الخطوط الأولى لمواجهة فيروس كورونا في أثناء ذروتها: “بالرغم السلبيات هناك ايجابيات يمكننا في لبنان ان نستفيد منها. إننا كجهاز طبي وتمريضي نعرف كيف نتعامل مع مرضى كورونا أفضل بكثير مما كنا عليه في الموجة الأولى, نقوم بمعالجة الاعراض الجانبية أحسن بكثير مما كنا عليه، نستخدم الأدوية الصحية التي اختبرناها خلال فترة الاستراحة, أما بالنسبة للعلاج داخل المستشفيات فهو أفضل بكثير وهي بكامل جهوزيتها لمواجهة الموجة الثانية رغم شراستها”.
أما بالنسبة لوضع لبنان فقال: “نتابع كأطباء لبنانيين سير الأوضاع في لبنان وبخاصة بعدما قررت السلطات يوم السبت الماضي إجراءات حجر صحي عام جديد سيستمر حتى نهاية الشهر الحالي، لمواجهة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا ولرفع جهوزية القطاع الصحي بعدما بلغت المستشفيات طاقتها الاستيعابية القصوى”.
وأضاف: “رغم ذلك وبفضل معرفتنا لوطننا لبنان، نخشى من انهيار المنظومة الصحية خصوصا مع ارتفاع الإصابات في صفوف الطواقم الطبية وعدم قدرتها على استقبال مرضى جدد خصوصا مع امتلاء أسرة العناية الفائقة. للأسف الشديد يتفاقم الوضع بسبب تأخر الحكومة في اخذ الاجراءات الوقائية وعدم التشدد بتطبيقها، واستهتار الناس بالوقاية مما أدى إلى الانتشار السريع.”
وعن النصيحة التي يُقدمها شري للبنان، انطلاقا من التجربة الايطالية، شدد أولا على “ضرورة تطبيق الاجراءات الوقائية بتشدد”, وقال: “يجب تخفيف الضغط عن الجهاز الطبي والتمريضي في المستشفيات، بإنشاء وبتفعيل عدد كبير من الأطباء الموزعين على كل بلدات لبنان، في كل المناطق، واعطائهم ادوات الحماية الشخصية PPI، وعيادات في مراكز البلدات، مع الادوية الجاهزة للمرضى، لمعالجتهم في البيوت، وعدم ذهاب المرضى الى المستشفيات, يذهب فقط المرضى الذين لديهم الحالات الشديدة”.
تابع: “على الدولة أن ترفع من الجهوزية المالية للشأن الصحي، كما يحدث في إيطاليا وألمانيا وبلدان أخرى، وتوجيه الموارد الموجودة لدعم القطاع الصحي والاستشفائي والدوائي”.
وعن اللقاحات يقول شري: “يوجد سباق بين الدول والشركات لدخول السوق باللقاح المنتظر, أعلن في الصحافة عن بعض اللقاحات لكننا كأطباء نرفض أيا من اللقاحات لأن كلها في مرحلة الاختبارات”.