اسابيع قليلة تفصل البلاد عن اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة، ولمّ يطرأ اي تطور ينبىء بحصول تقدم على جبهة تأليف الحكومة.
كما ان الظروف السياسية المحيطة بالمشهد الداخلي والاقليمي، وحتى الدولي، تأتي على وقع ترجيحات بين سلالة التكليف وصعوبة التأليف، بسبب العراقيل الموضوعة في طريقها.
ولا يُخفى على احد ان الاجواء الدولية – الاقليمية، في حالة نوم سريري، حتى انتهاء ورشة البيت الابيض، قبيل دخول الرئيس الجديد : “جو بايدن” اليه.
كما ان معوقات تأليف الحكومة، هي داخلية صرف ويتحملها الاطراف الذين يرفعون المطالب الواحد تلو الاخرى واحياناً على حساب المنطق ودور المؤسسات والشراكة الوطنية الحقيقية وبالتالي فان الاسراع في تشكيل الحكومة يستدعي تنازلات من الجميع .
في ظل السقف السياسي المرفوع، ليس صعباً على الرئيس المكلف مكاشفة الرأي العام بما يحصل لكن المسؤولية الوطنية تستدعي افساح المجال امام الجهود المبذولة لاستنفاد كل طرق المعالجة.
وينتظر الناس الأمل، بأن يجدوا فيه ما يشفي غليلهم في الإعلان عن الموافقة على تأليف حكومة من اختصاصيين حياديين وفق ما طالبت بها حشود المتظاهرين والمبادرة الفرنسية التي أتتّ لاحقاً.
من الصعب إعادة الدبابير إلى أوكارها. فاللعب بمصير الدولة والنظام يلدغ الإستقرار الهش، الذي يفترض أن يتمسك به الجميع. وعلى اللاعبين أن يدركوا، أن تفسيراتهم الملتوية للدستور، تشكل طريقاً ملتوية لإصلاحات جذرية وحتمية. كل هذا جعل اللبناني يفقد الطمأنينة، التي يحتاج إليها أمنياً ومعيشياً.
إن أقصى ما يمكن أن يطالب به اللبنانيون اليوم، هو هدنة، على ان تكون لها مناعة مع العدو الإسرائيلي. وعلى ضوء ذلك عمل “مقص الممانعة” على قص الخيط الرفيع الرابط بين “الوطني الحر”والمستقبل”، بزعامة الرئيس الحريري، الذي سعى جاهداً للحفاظ عليه.
جربنا الرؤوس المعرقلة لسنوات متعاقبة مع حكومات سابقة فلم يأخذوا غير كلام ممل من نفس المتكلم، وفق كلام الليل يمحوه النهار، مثله مثل كل مسؤول لم يهتدِ قط لآوان رحيله بعد أعوام قضاها دافعاً من حوله على تصديق الأوهام، وهو المتيقِّن أن حياء اللبنانيين ليس ضعفاً ملتصقاً بهم بل شيمة دُعاة سِلم كما هو معلوم، لكنه التعنُّت عند طرف رسمي لا يخجل أصلاً، بنفوذه يقدر تكميم الأفواه واستحضار العصا لفضّ أي إعصار غضب بشري قادم .
لن يأتي التغيير الاّ بنظام جديد خالٍ من حاملي السلاح، باستثتاء الجيش الشرعي المكلف بحماية الحدود، والدفاع عن شرف اللبنانيين كافة، له الهيبة والقدرة أن يوقف كل حركات ساكني الجحور وقد فاحتّ رائحتهم من جراء ما انتُسب إليهم من رغبة السيطرة الكلية على لبنان الدولة، مهما طال الأمدّ لهدف لا داعي لشرحه جملة وتفصيلاً.