الولايات المتحدة المؤثرة بقوة على لبنان، فهي تحرص على تعاون استراتيجي مع بيروت لأهداف كثيرة منها ضمان أمن إسرائيل وإبعاد خطر حزب الله عن إسرائيل، بيدَ أن الحكومة الأميركية تدرك جلياً أن حزب الله يعدّ رقماً أساسياً في المعادلة السياسية داخل لبنان، فهو جزء من الائتلاف الحكومي، كما أن الرئيس المكلف سعد الحريري، المدعوم غرباً والمقبول الى حدٍ ما من الرياض، لا يعارض وجود حزب الله في الحكومة، بل إنه يعتبر هذا الاستمرار إحدى ضمانات الاستقرار السياسي في لبنان.
وقدّ عبر الامين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله، بمناسبة “يوم الشهيد”، أنه لن يكون هناك فرق في السياسات الأميركية في المنطقة مع تغير الرؤساء، مؤكداً أن سياستها في المنطقة هي سياسات إسرائيلية، على حد تعبيره. وتابع: نصر الله إن ولي العهد السعودي هو الأكثر قلقاً بين قادة المنطقة من فوز بايدن، مشيراً إلى انتقادات بايدن للسياسات السعودية خلال حملته الانتخابية.
بالرغم من العداء المعلن، بين واشنطن وحزب الله، فهما شاركا خلال السنوات الماضية هدفاً أساسياً رغم أن كل طرف عمل بمفرده. وهذا الأمر يتعلق بمنع وصول تنظيم “داعش” إلى لبنان. وهو ما نقله تقرير لنيويورك تايمز عام 2014، عندما أشار إلى أن حزب الله استفاد من الأسلحة الأميركية المقدمة للجيش اللبناني، ومن المعطيات الاستخبارية التي تقدمها واشنطن لبيروت. حتى تقوم قوات الحزب بحماية الحدود اللبنانية لمنع تسلّل إرهابيي “داعش” إلى البلد.
الّا ان الولايات المتحدة في عهد ترامب، عملت على حصر الدور الإيراني في المنطقة، ومن ذلك تقليل نفوذ حزب الله في لبنان، لذلك لجأت الى طريقة اساسية، قامت على فرض العقوبات المالية بحق حزب الله وحليفه المسيحي النائب “جبران باسيل” ومحاصرته في داخل وخارج لبنان. هذا ما بان جلياً على لسان السيد حسن نصرالله معبراً عن فرحته بما وصفه السقوط المذل لترامب. وقال إن إدارة ترامب هي الأسوأ والأشد وقاحة على أصدقائهم قبل أعدائهم. وأضاف: نشعر بالفرح بسقوط ترامب بسبب جريمته الوقحة بحق الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
التأثير العلني الايراني على حزب الله لم يعد مخفياً أو جديداً، فقد تلقت هذه الجماعة، منذ بداياتها، تدريباً وعتاداً من الحرس الثوري الإيراني، وصار هذا الدعم علنيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع النزاع الواقع في سوريا، وتحالف الطرفين لأجل تمكين نظام بشار الأسد من الاستمرار.
ترامب لا يوجد لديه الآن شيء يخسره، فهل تكون حسابات نصرالله خاطئة، “ويا فرحة ما اكتملت”، مع تكثيف فرض العقوبات على شخصيات ايرانية، وأخرى تابعة ل “حزب الله” وحلفائه كل اسبوع حتى تنصيب بايدن في 20 يناير . فتكمن الخطورة، بعدما كشفت تقارير عن اتصالات أميركية مفاجئة مع جهات عسكرية سعودية وخليجية، تشير إلى احتمالية التحضير لعمل عسكري في المنطقة ربما يكون ضربة لإيران ! بمحاولة اخيرة انتقامية ان حصلت تزعزع استقرار منطقة شرق الاوسط.
المصدر: الكلمة أونلاين – شادي هيلانة