بعد يوم الاحد الحافل بالسجال بين تيار المستقبل (ممثلا بامينه العام احمد الحريري) وحزب القوات اللبنانية على لسان اكثر من قيادي، عاد الهدوء بين الجانبين، انطلاقا من ضرورة الحفاظ على شعرة معاوية بين حلفاء الامس. وقد دخل مقربون على خط التهدئة ما اوقف السجالات، فهل حصلت اتصالات بين الجانبين وان بقيت بعيدة من الاضواء.
فقد اوضح مصدر قواتي، عبر وكالة “أخباراليوم” انه “امر حدث” واصبح وراءنا، قائلا: لا يجوز ترك الامور تتفاقم. واشار الى ان نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني قال في اطلالته التلفزيونية، ان الرئيس سعد الحريري “لا يستمع الى الناس التي لا تريده”… الامر الذي اثار حفيظة احمد الحريري، والاخير ردّ.
واضاف: تم التوصل الى تهدئة، من المفترض الا تتكرر، وان كان لكل طرف مقاربة مختلفة للملفات السياسية، مشددا على ان الاختلاف يبقى في هذا الاطار، ولا يجوز ان ينقطع التواصل بشكل نهائي بين الجانبين.
وردا على سؤال، اشار المصدر الى ان اعادة ترتيب العلاقة ليس في التدوال حاليا ، قائلا: يتم العمل على مثل هذه المواضيع بشكل هادئ، وليس في الاعلام، مذكرا ان “القوات” حاولت كثيرا ترتيب هذا الوضع ولكن تبين ان الحريري كان يراهن على اعادة انتاج تسوية تعيده الى الحكم من جديد، ولو باخراج مغاير، واضاف: لذلك جهودنا لم تكلل بالنجاح.
من جهته، ذكّر مرجع نيابي في كتلة المستقبل، بما جمع الطرفين بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي 14 اذار، قائلا: شركاء في نفس الساحة، وحليفين اساسيين، ولكن فيما بعد حصل اختلاف في وجهات النظر وفي مقاربة عدد من الملفات المعروفة، ولكن رغم ذلك، لا يجوز ان يصلا الى الفراق التام او نقطة اللاعودة ، ففي كل مرة ترتفع حدة الصوت اكان في بيان او في موقف، يتدخل الخيرون، ويعود كل طرف الى القوة الخفية التي تجمعهما. وهذا مرده الى ان لا خلاف بين القوات والمستقبل حول الامور الاستراتيجية الاساسية، لا سيما بالنسبة الى النظرة الاقتصادية والنظرة الى بناءالدولة ، اما في ما خص اليوميات، قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر.
وفي المقابل، رفض المصدر الاتهامات التي توجهها القوات دائما الى الحريري بالتراجع والتنازل، هذا امر غير موجود، خصوصا وان الحريري يسعى دائما الى الانقاذ. واكد ان الكلام عن تسوية جديدة بعيد كل البعد من الواقع. وختم مؤكدا: الحريري يعتبر ان التسوية انتهت، ولن يعود اليها ولا مجال للمحاصصة بعد اليوم.