شدد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في كلمة تعليقاً على العقوبات الأميركية التي تم فرضها عليه على أن “الحقيقة أنّ الطريق مع اميركا كانت دائماً صعبة ولكن علينا ان نمشيها، ونتحمّل الظلم لنبقى احرار بوطننا ولنحمي لبنان من الشرذمة والاقتتال، مع الاصرار أن نبقى اصدقاء للشعب الاميركي مهما ظلمتنا ادارته”.
ولفت الى أن “بين عقوبات تطالني وحماية سلامنا الداخلي الخيار لم يكن صعبا، وهذا أقلّ ما أعمله مقابل أناس ضحّوا بروحهم وجسدهم؛ شهداء سقطوا من اجل لبنان، واناس ناضلوا وتعذبوا وسجنوا، وأبرياء هُدرت دماؤهم وآخرهم ضحايا انفجار المرفأ، وهذا أقلّ ثمن أدفعه أمام اثمان دفعها اجدادنا ليبقوا بهذا الوطن”.
وقال: “تذكرون زيارة الوزير بومبيو للبنان وقوله أمامي بوزارة الخارجية انّ حزب الله هو حزب ارهابي، وجوابي الطبيعي له كان أنّ حزب الله هو حزب لبناني- تصنيفكم لكم وتصنيفنا لنا”.
وأضاف: “لمّا طلب مني الوزير الأميركي ترك حزب الله ومواجهته، شرحت له أن هذا يؤدّي الى عزل الشيعة أي أنه يؤدّي الى فتنة داخلية، فهل نجدك بمكانك بالخارجية عندما تقع الفتنة لتساعدنا بمنع إراقة الدماء؟ أكيد كان جوابه انّه لا يعرف، ولمّا سألت هل يضمن عدم وقوع الفتنة؟ أكيد كان جوابه بالنفي”.
وأوضح باسيل أن “حديث العقوبات بدأ جدياً بصيف 2018، بتأليف حكومة الحريري الثانية، التي عملت فيها وزيرا بسبب إصرار من الحريري نفسه، حيث جاء وقتها أحد العارفين يقول لي أنّه من الضروري أن أكون وزير خارجية لأن الحصانة الدبلوماسية للموقع تمنع فرض عقوبات”.
وتابع: “لما استقال الحريري أو طُلب منه ان يستقيل؛ ترافق الامر فوراً مع اعلانه عدم موافقته بأن أكون معه بأي حكومة – اي انتقلنا فجأة من انّه لا يقبل أن يشكّل حكومة من دوني الى أنّه لا يقبل ان يشكل حكومة أكون أنا فيها وجاء من ينبّهني، انّهم يريدون ان ينزعوا عني الحصانة الدبلوماسية”.
وأشار إلى أن “تبلّغت من رئيس الجمهورية أنّ مسؤولا اميركيا كبيرا اتصل فيه وطلب منه ضرورة فك علاقة التيار الوطني الحرّ بحزب الله فوراً، وطلب منه أن يبلّغني بعجالة الأمر، وفي اليوم التالي تبلّغت مباشرة بضرورة تلبية 4 مطالب فوراً وإلاّ ستفرض عليّ عقوبات أميركية بعد 4 أيّام”.
وأردف: “المطالب هي: فك العلاقة فوراً مع حزب الله وثلاث نقاط أخرى”.
وقال: “طبعاً بالمطالب وبالحديث كاملا لا كلمة عن الفساد، وردّة فعلي الطبيعية السريعة كانت أنّ الأمور لا تمشي معي بهذا الشكل وانني أرفض هذا الموضوع وأنّه يخالف مبدأ اساسيا من مبادئ التيار وهو رفضه أخذ تعليمات من أي دولة خارجيّة وقلت ايضا اننا اذا قبلنا بأن تمشي العلاقة معنا بهذا الشكل، نصير مثل غيرنا، اي نقبل ان ننفّذ اوامر وتعليمات ونصير عملاء بينما نحن نريد ان نكون اصدقاء فنحن اصدقاء ولسنا عملاء”.
وشدد على أن “بعدها، صار هناك مداخلات معي لإقناعي على انّ الهدف عند الاميركيين هو فرض العقوبات عليّ، انمّا استقطابي لأكون شريكا وصديقا والبرهان انّ غيري لم يتمّ تحذيرهم، امّا انا فأرادوا اعطائي فرصة لأخلّص نفسي لأنهم يريدونني، وسمعنا على عدّة مستويات كلام اننا لا نريد ان نخسر علاقتنا بباسيل”.
المصدر: ch23