ما أن انتهت انتخابات اتحاد الفروسيّة، أمس الإثنين، حتى نُشر خبرٌ على موقع التيّار الوطني الحر الالكتروني يعلن فيه “فوز اللائحة المدعومة من التيّار”. سألنا الفائزين، فأجابوا بأنّ اللائحة تخلو من أيّ مرشّح لـ “التيّار”.
ولكن، بغضّ النظر عن صحة هذا الخبر، علينا أن نسأل: لماذا تتدخّل الأحزاب في انتخابات الاتحادات الرياضيّة؟ هل يمكن أن نقرأ، مثلاً، أنّ الحزب الاشتراكي الفرنسي يدعم لائحة في انتخابات اتحاد الفروسيّة في فرنسا؟ هل فوز حزبٍ ما في انتخابات الفروسيّة سيجعل من الأحصنة تقفز أعلى فوق الحواجز؟ أم أنّ فوز حزبٍ في انتخابات اتحاد كرة السلة سيؤدّي الى تبديل لون الكرة البرتقاليّة لأنّ فيه إيحاءً سياسيّاً؟
لم تحقّق الأحزاب، و”كلّن يعني كلّن”، أيّ إنجاز للرياضة اللبنانيّة، بل هي زادت الشرخ داخل الاتحادات ثمّ داخل اللجنة الأولمبيّة. ليس للرياضة أيّ صلة بالسياسة. وليس للروح الرياضيّة المفترضة أيّ علاقة بما يمارس في ميدان السياسة من تسابق على تحقيق المصالح.
دعوا الرياضة تقفز، كما أحصنة الفروسيّة، فوق حواجز السياسة والطائفيّة وتقسيم الرئاسة بين طائفةٍ وأخرى.
دعوا الاتحادات تتحرّر من تبعيّات السياسة، فتعمل من أجل الوطن لا من أجل حزبٍ أو زعيم. أتركوا شيئاً نظيفاً في هذا الوطن، ودعونا، ما دمنا مقبلين على انتخابات اتحادات رياضيّة عدّة، لا نقرأ مثل خبر الأمس. وسهام الانتقاد لا تشمل هنا التيّار الوطني الحر فقط.
“ما حدا أحسن من حدا” بين الأحزاب…
المصدر: mtv