المصدر: MTV
كتب داني حداد في موقع mtv:
منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩، كان استهداف جبران باسيل واضحاً. يمكن أن نقسم هذا الاستهداف الى ثلاثة أنواع: بعضه تحامل على الرجل، وبعضه موضوعيّ وسببه باسيل نفسه، والثالث سببه بعض المحيطين به.
يفتقد التيّار الوطني الحر لخطّة إعلاميّة واضحة. حين يقرّر باسيل، مثلاً، التعاطي الإيجابي مع شخصٍ ما، تسمع، من محيطه في “التيّار”، من يهاجم وينتقد الشخص نفسه. “كلّ واحد فاتح ع حسابو” نكاد نقول.
يوم الجمعة الماضي، كان باسيل مبتسماً في الاستشارات النيابيّة وهو جالس الى جانب سعد الحريري، ثمّ خرج بكلامٍ بنّاء. قبل اللقاء، هناك من سرّب، من محيطه، بأنّ باسيل سيقاطع الاستشارات. وقبل اللقاء وبعده، تابعنا مسؤولين في “التيّار”، وبعضهم يتولّى مهاماً إعلاميّة، يهاجمون الحريري. من نصدّق؟
إنّ بعض تشويه صورة باسيل لا يأتي من أجهزة خارجيّة ولا من “ثوّار” عبثيّين، بل من أسلوب إدارة هذه الصورة. “جيشه الالكتروني” يشوّه صورته. مسؤولون في “التيّار” يشوّهونها أيضاً في إطلالاتهم الإعلاميّة غير المدروسة. “تبييض الوجّ” الغبي على مواقع التواصل الاجتماعي يشوّهها أيضاً. سوء التعاطي مع وسائل الإعلام والإعلاميّين هو أكثر ما يشوّهها. من ينتقد باسيل يصبح مجرماً وخائناً وعميلاً و”بيقبض”، ولا ننسى قرار مقاطعة الـ mtv الغبي.
أين هي صداقات “التيّار” في الإعلام اللبناني؟ من له في الصحف اليوميّة وفي المحطات التلفزيونيّة والإذاعيّة؟ هو يعتمد اليوم على بعض المواقع الالكترونيّة ويخاصم الغالبيّة الساحقة منها، خصوصاً الأكثر انتشاراً بينها. قدرةٌ هائلة على تجميع الخصوم، وعجزٌ هائل عن تقبّل الانتقاد ومناقشته.
ألا يستحقّ ما حصل بعد ١٧ تشرين إعادة نظر؟ خطّة جديدة، مثلاً؟ أسلوبٌ جديد في التعاطي؟ اعترافٌ بأخطاء الماضي والعمل على تصويبها؟ الإصغاء الى المنتقدين الحريصين، بدل ضمّهم الى صفوف الخائنين؟ هل سيستمرّ اعتماد أسلوب تشويه صور الآخرين كوسيلة لتجميل صورة “التيّار” ومسؤوليه؟
أنظروا الى أنفسكم يا جماعة. واجهوا الحقيقة. اعترفوا بالأخطاء كي تتجنّبوها. ضعوا الشخص المناسب في المكان المناسب، لأنّ بعض المناصب “مبهبطة” على أصحابها. لا يُقاس نجاح المسؤول بحجم “مسح الجوخ” بل بالكفاءة والإنجاز. من يقول، من المستشارين والمقرّبين، “لا” في بعض الأحيان أفضل بكثير ممّن يقول “نعم” في الأوقات كلّها.
قد يقول قائلٌ، من “التيّار” خصوصاً، بعد قراءة هذه السطور: من أنتَ لتعلّمنا؟ وقد “يفلت” بعض “الغنم” على مواقع التواصل الاجتماعي للانتقاد والشتم. حينها، يكون دليلٌ على الرغبة بالمضيّ قدماً في دفن الرؤوس في رمال الأخطاء المتراكمة. “اصطفلوا”…