في رأي بعض المصادر القريبة من “بيت الوسط” أن موقف “اللقاء التشاوري” معروف ولم يفاجىء أحدًا، ولو لم يكن كذلك لكان الأمر مفاجئًا ومستغربًا على حد سواء، وهو لم يكن ليحسب في “البونتاج التكليفي”.
أما بالنسبة إلى موقف “القوات” أو الحجّة التي برّر فيها جعجع عدم تسميته للحريري فإنها لا تقلي عجّة الحريري، وهي حجة واهية، كما تصفها تلك المصادر. فلو أن “القوات” كانت حريصة على ما يجمعها مع رئيس تيار “المستقبل” لكان حري بها أن تقف إلى جانبه وتسانده في مواجهة “ثلاثي السلطة”، كما تسميّه “القوات”، أي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”، وليس تركه في ساحة الميدان لوحده، وبالتالي مواجهة هذا “الثلاثي” من داخل المؤسسات وليس من خارجها، وهذا ما كانت تفعله “القوات” في الماضي، وقد إستطاعت من خلال الممارسة النجاح في الوقوف في وجه بعض المشاريع، التي كان يسير بها “التيار الوطني الحر”، ومن بينها مشاريع الكهرباء، التي أجهضت بفضل موقف “القوات”، فيما المعارضة من الخارج لن تقدّم أو تؤخّر كثيرًا، بإستثناء تسجيل المواقف ليس إلا.
من جهتها تعتبر “القوات” أنه ومن خلال التجربة ثبت لديها عقم المحاولات لثني هذا “الثلاثي” عن تنفيذ “أجندته” الداخلية والخارجية، لأن من جرّب المجرب كان عقله مخرّبًا، ومن لا يستفيد من تجاربه لا يمكنه الإستمرار في مواقفه المبدئية، وإن كانت تبدو للبعض من غير ذي فائدة تذكر.
وفي رأي بعض القريبين من معراب أن “القوات” لم تفهم ما الذي حدا بالحريري للقبول هذه المرّة بترؤس الحكومة العتيدة، وهو الذي كان يرفض مثل هذا الأمر مرّتين متتاليتين، على رغم أن “الثنائي الشيعي” سبق أن قدّم له “لبن العصفور”، ورفضه أكثر من مرّة، فما الذي عدا عمّا بدا حتى يقبل هذه المرّة، وهو لم يكلف نفسه عناء الإتصال بقيادة “القوات” لوضعها في أجواء ما لديه من معطيات جديدة أملت عليه الإقدام على هكذا خطوة غير مضمونة النتائج خصوصًا أنه لن يقبل ما رفضه عندما تم تكليف الدكتور مصطفى أديب.