حتى إشعار آخر، وما لم يطرأ ما ليس في الحسبان تشي الإشارات بأن سعد الحريري سيكون يوم الخميس المقبل رئيسٍا مكلفَا لتشكيل الحكومة العتيدة، سواء سمّاه رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل أم لم يسمّه،
بإعتبار أن الميثاقية مؤمّنة أولًا عبر النواب المسيحيين المستقّلين غير المنتمين إلى كتلتي “لبنان القوي”و”الجمهورية القوية”، وثانيًا عبر مشاركة “القوات اللبنانية” في إستشارات قصر بعبدا، وإن كانت لن تسمّي أحدًا لهذه المهمة،
وقد يكون لها أسبابها المبررة وأبلغتها إلى الوفد “المستقبلي”، مع أنها لم تنزل سلامًا وبردًا على قلب الحريري،
الذي تقول أوساطه أن هذه الإعتبارات غير منطقية ولا واقعية في مثل هذه الظروف التي يمرّ بها الوطن، والتي تتطلب تضافر جميع القوى من أجل بلورة المبادرة الفرنسية، التي تحتاج إلى أطر تنفيذية وعملية، وهذا الأمر يستدعي أن تكون جميع القوى السياسية، وبالأخص تلك التي إجتمع بها الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر، متأهبة ومستعدة.
وبهذه الميثاقية، التي تعتبرها “القوات اللبنانية” مؤّمنة مسيحيًا، سُحب بساط تأجيل الإستشارات من تحت اقدام رئيس الجمهورية، بعدما إعتقد مستشاروه أنه بتأجيل الإستشارات في المرّة السابقة أسبوعًا يمكن تغيير المعادلات بعدما لجأوا إلى فذلكة الميثاقية المناطقية، حيث إعتبروا أن منطقة جبل لبنان المسيحية غير ممثلة في الإستشارات، وهي بدعة لم يسبقهم عليها أحد.
وإنطلاقًا من هذه الإعتبارات فإن الحريري يعتبر نفسه منذ الآن رئيسًا مكّلفًا، على رغم أن “حزب الله” لم يحسم أمره بعد، وهو ما يندرج في خانة اللعب على وتر التأليف أكثر منه على وتر التكليف، على رغم الموقف الذي سبق للحريري أن أعلنه بالنسبة إلى وزارة المالية الآيل أمرها إلى الطائفة الشيعية، وبالتحديد إلى الثنائي الشيعي.