حزم أمره وليد جنبلاط بتسمية سعد الحريري فأعاد خلط الأوراق ليس بتأجيل الاستشارات النيابية بل بمجمل الوضع السياسي، حسبها الزعيم الدرزي جيدا كون لبنان عند مفترق مصيري ما دفعه إلى تبديل خياراته على وقع مصالح الامم ومصالح الاقليات في المنطقة.
من خصال وليد جنبلاط قدرته على الانتقال من ضفة إلى أخرى او الانضمام إلى حلف ثم التخلي وفق ما تقتضي الحاجة أو المصلحة، ما جعلها ميزة تفاضلية بين اقرانه كونه ليس من طينة الطبقة السياسية من حيث احتساب الرصيد الشعبي واكلاف تبديل المواقف، حلفه الوحيد طوال عهود مع نبيه بري وصداقتهما لم تهتز يوما حتى في عز المواجهات الملتهبة، حيث يردد بري دائما “لا شيء يهز زعامة جنبلاط طالما عباءة الدروز على اكتافه”.
على عتبة تشكيل الحكومة، قلب جنبلاط المشهد السياسي رأسا على عقب ودفع بعبدا وميرنا الشالوحي وبرج حمود استنفار الكتل النيابية الصغيرة والكبيرة من أجل “دفش” الاستشارات ما ساهم بتأزيم الواقع السياسي، لكنه الحق بالدرجة الأولى خسائر فادحة على صعيد إضعاف رئيس الجمهورية كونه ظهر بمظهر الطرف المنحاز لرغبات صهره.
على الصعيد الحكومي، تشير الاجواء إلى فشل هدف التأجيل في ظل اعلان الحريري رفضه المطلق الاجتماع بجبران باسيل قبيل حصوله على التكليف والتمسك بمندرجات المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة اختصاصين تعمل لفترة زمنية محددة.
يؤكد متابعون في هذا الصدد عن قفز اسباب التأجيل فوق كل التفسيرات السائدة حاليا نحو امر خطير يصيب “التيار الوطني الحر” بالصميم يتمثل بتفاهم رباعي يضم جنبلاط إلى جانب الثنائي الشيعي مع تيار “المستقبل” و”المردة” تترتسم ملامحه في الافق السياسي.
المصدر: لبنان 24