قبل نحو ٢٤ ساعة كانت الاجواء توحي بأن الرئيس سعد الحريري فشل في اقناع القوى السياسية في تسميته لرئاسة الحكومة، وبأن الرئيس ميشال عون مصر على اجراء الاستشارات التي كانت توحي بأنها لن تنتهي بتسمية الحريري، لكن فجأة تدخل الفرنسيون وقلبوا المعادلة.
ليس واضحا بعد سبب تدخل الفرنسيين، واعادة تفعيل مبادرتهم بنسختها القديمة، بعدما كانت الاجواء توحي بأنهم ليسوا في وارد تكرار التجربة ذاتها، وهم يبحثون عن صيغة جديدة بعد الانتخابات الاميركية.
لكن الاوساط تؤكد أن مستويات عليا في باريس تواصلت مع القوى السياسية وطلبت منها تسمية الحريري واعطت ضمانات عنه بأن التأليف ان يكون متعذرا كما حصل في السابق.
واشارت الاوساط الى أن “حزب الله” بقي حتى اللحظة الاخيرة غير موافق على تسمية الحريري لكنه لم يقم بأي ضغوط من اجل منع حلفائه من ذلك، خصوصا ان الحزب يرى ايجابيات كثيرة في تسمية رئيس تيار “المستقبل”، بالرغم من السلبيات الحالية التي ستترافق مع تسمية من دون اتفاق.
وتعتبر الاوساط ان الاندفاعة الفرنسية، منحت الحريري في اللحظة الاخيرة غطاءً دوليا لم يكن يتمتع به عند بدء جولته السياسية قبل عدة ايام.
وتقول الاوساط ان الرئيس ميشال عون رفض السير بهذه التسوية او هذا الاتفاق بالرغم من الطلب الفرنسي ووقف للمرة الاولى معارضا ومعرقلا للمبادرة الفرنسية التي حاول مراراً دعمها.
ولفتت المصادر الى ان “التيار الوطني الحر” رأى ان التسمية حصلت بمعزل عن المسيحيين وان التأليف سيحصل بين السنة والشيعة، وهذا ما لا يجب ان يمر، من هنا طلب وبشكل حثيث من الرئيس عون تأجيل الاستشارات.
وتؤكد المصادر ان الخلاف الذي حصل بين “حزب الله” وبين “التيار الوطني الحر” ورئاسة الجمهورية حول مسألة التفاوض مع العدو الاسرائيلي، ساهم بشكل واضح في عدم تمكنهم من الاتفاق على اسم بديل عن اسم الحريري، وساهم ايضاً في ضرب القدرة على التشاور السلس حول الخطوات المقبلة.
المصدر: لبنان 24