المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
قال كلمته ومشى : “فمن يريد ترؤس حكومة اختصاصيين يجب أن يكون هو الاختصاصي الأول أو أن يتنحى لاختصاصي آخر”.
لأن الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة أن الفريقين جاهزان لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مكسب بحفظ موقعهم في النظام.
قالها مرة باسيل للحريري: مهما فعلت وقلت لن تطالني، وكيف ما كنت لن أقبل أن أكون مثلك. تفرّقنا بعض القيم والمبادئ، لكن سيجمعنا التفاهم الوطني.. ذهبت بعيداً لكنك ستعود، لكن الفرق أن طريق العودة سيكون أطول وأصعب .عليك هنا بيت القصيد لا بل هنا المهمة الأصعب حتى الآن. بالنسبة إلى جبران باسيل، إتخذت المسألة طابعاً شخصياً. يُدرك أن عودته إلى أية حكومة جديدة باتت صعبة للغاية، بفعل المناخ الشعبي من جهة والمناخ الدولي من جهة ثانية، فهي أصبحت نوعاً من التحدي.
سعد الحريري قالها بالفم الملآن يا أنا أو جبران، ويريدوننا خارج الحكومة في عهد ميشال عون. إذا تشكلت أية حكومة جديدة، سيكون ذلك بمثابة إنتصار للحريري وهزيمة سياسية وشخصية لباسيل وسيكون هناك امتعاض من مناصريه، لذلك لن يقبل بعودة الحريري.
اليوم تتكرر الأحداث لكنها لا تتشابه، هناك متغيرات كثيرة حصلت، والأزمة تعمقت بين الحريري من جهة وعون وباسيل من جهة أخرى، والجو الدولي يضغط بقوة على لبنان.
رمى الحريري الكرة في ملعب حزب الله وميشال عون. كرة التعطيل وتجاوز الدستور بتأخيره الاستشارات وهو يعرف أن شروطه لم تمرّ في عملية تشكيل الحكومة، بسبب موقف جبران باسيل الذي يضطر حزب الله مجدداً لمسايرته.
فشروط هضم عودة الحريري حسب مصدر مسؤول في التيار العوني، هو الاعتذار بإعتبار ان الحريري هتك برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كانا سوياً واتفقا على 18 نقطة إصلاحية وكتبها الأخير بخط يده، لكن الحريري استقال بعد 3 أيام، وباسيل ليس مكسر عصا، عليه أن يعتذر من باسيل، ونحن لا نريد الحريري إن لم يعتذر، ما فعلناه مع الحريري لم يفعله معه أحد، هو عطل مشاريع كثيرة، وعليه أن يعتذر من رئيس التيار الوطني الحر على الكلام الذي قاله، ونحن متمسكون بهذا الأمر، نحن بنينا البلد ولم نخربه، والحريري يعرف من خرب البلد، نحن مددنا يدنا للجميع.
اما العقدة التي تشغل بال الجميع محلياً ودولياً فتكمن في موقف “التيار الوطني” ورئيس الجمهورية؛ فماذا لو عاد الحريري الى شرطه السابق بعدم مشاركة الوزير السابق جبران باسيل في حكومة الوحدة الوطنية، وماذا لو تمسك التيار العوني بتوزير نائب البترون كشرط لعودة الحريري الى الرئاسة؟ .
يراهن كثيرون على الدور الفرنسي الذي سيكون جاهزاً للتدخل بشدة لمعالجة هذه العقدة والتلويح باجراءات تصعيدية في ما لو تعنت “التيار البرتقالي” بمواقفه التي اعاقت تشكيل الحكومة سابقاً.